
شهدت تركيا، أكبر منتج للمشمش في العالم، كارثة زراعية غير مسبوقة في أبريل 2025 بعد تعرض 36 ولاية لموجة صقيع قاسية وصلت إلى -15 درجة مئوية. وتسببت هذه الظروف الجوية في تلف واسع لمحاصيل حيوية مثل المشمش، البندق، العنب، التفاح، والجوز.
ملاطية تخسر 13 مليون شجرة
تُعد ملاطية مركز إنتاج المشمش في تركيا، حيث تنتج 85% من المحصول الوطني. لكن هذا العام، تضررت نحو 13 مليون شجرة، ما سيؤدي إلى تراجع الإنتاج من 750 ألف طن سنويًا إلى نحو 10 آلاف طن فقط – انخفاض يقارب 99%.
تداعيات خطيرة على الصادرات
بلغت صادرات المشمش التركي 475 مليون دولار في 2024، أكثر من 80% منها مشمش مجفف، ويُصدّر إلى دول مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وألمانيا. ومع الانخفاض الحاد في الإنتاج، ستواجه الأسواق العالمية شحًا حادًا وارتفاعًا كبيرًا في الأسعار.
وتتفاقم الأزمة مع تضرر محاصيل المشمش في دول أوروبية أخرى مثل مولدوفا، بلغاريا، إيطاليا، وأوكرانيا، ما يُنذر بأزمة إمداد شاملة في أوروبا خلال النصف الثاني من 2025.
التأثير على الصناعات الغذائية
يعتمد عدد من القطاعات على المشمش المجفف كمكون رئيسي، أبرزها:
- المخابز والمعجنات (كعك، تارت، حلويات).
- الوجبات الصحية (الجرانولا، الموسلي).
- منتجات الألبان (الزبادي بالفواكه).
- الصناعات الغذائية الصحية.
وقد تضطر المصانع إلى تعديل وصفاتها، تقليل الإنتاج، أو زيادة الأسعار، مما ينعكس على سلاسل الإمداد وتكاليف المستهلك النهائي.
آسيا الوسطى تتحرك
في ظل الأزمة، تتجه الشركات التركية إلى أوزبكستان وطاجيكستان لتأمين المشمش المجفف كبديل. ويتوقع البلدان موسمًا زراعيًا جيدًا في 2025، مع استعدادات لمرحلة تجفيف كبيرة لتعويض النقص العالمي.
وفي النهاية إن صقيع أبريل ضرب أحد الأعمدة الأساسية لسوق الفاكهة العالمي، وسيكون له تأثير واضح على أسعار المشمش الطازج والمجفف والمجمد، وعلى الصناعات الغذائية العالمية. في المقابل، تمثل هذه الأزمة فرصة نادرة لآسيا الوسطى لاقتحام سوق المشمش العالمي وتعزيز مكانتها كمورد بديل في وقت حرج.