بيطري

حيرة في الأوساط الصحية بسبب غياب إصابات جديدة بإنفلونزا الطيور رغم انتشار الفيروس

دعت السلطات الصحية مجددًا إلى توخي الحذر من إنفلونزا الطيور، بينما عبّر بعض الخبراء عن حيرتهم بسبب غياب تقارير عن إصابات بشرية جديدة خلال الأشهر الماضية.

وقد طُرحت تساؤلات حول أسباب هذا التراجع: فهل أدى خفض الإنفاق الحكومي إلى إضعاف جهود التقصي؟ أم أن المهاجرين العاملين في المزارع أصبحوا أكثر تخوفًا من إجراء الفحوص في ظل حملات الترحيل؟ أو أن الفيروس يشهد انحسارًا طبيعيًا؟

تقول جينيفر نوزو، مديرة مركز الأوبئة في جامعة براون: “لا نعلم لماذا لم تُسجّل أي حالات. من الأرجح أن هناك إصابات بين عمال المزارع، لكنها تمر دون اكتشاف.”

انتشر فيروس H5N1 بين الطيور والدواجن وبعض الحيوانات، وبدأ يشكّل تهديدًا للبشر والأبقار داخل الولايات المتحدة منذ أوائل العام الماضي. وخلال 14 شهرًا، تم تسجيل 70 إصابة بشرية، معظمها بين عمال المزارع، مع وفاة واحدة في لويزيانا.

ورغم تأكيد مراكز السيطرة على الأمراض أن الخطر لا يزال منخفضًا على عامة الناس، حذر الدكتور كامران خان من احتمال تحور الفيروس وتحوله إلى وباء عالمي، مؤكدًا أن ذلك قد يحدث في أي لحظة.

شهدت كاليفورنيا أكبر عدد من إصابات الأبقار، لكن اختبارات البشر هناك انخفضت من 50 حالة شهريًا في أواخر 2024 إلى شخص واحد في أبريل، دون إجراء أي فحوص في مايو. وسُجلت آخر حالة مؤكدة في 14 يناير.

أشار أحد مسؤولي مراكز السيطرة على الأمراض إلى احتمال أن يكون نشاط الفيروس موسميًا، يبلغ ذروته في الخريف والشتاء، وهو ما يفسّر الهدوء الحالي.

ويعتقد مايكل أوسترهولم، أستاذ الأمراض المعدية، أن الحالات البشرية الشديدة لا تمر دون أن تُلاحظ، مشيرًا إلى أن نظام رصد مياه الصرف الصحي أظهر انخفاضًا في نشاط الفيروس.

من جانبها، أرجعت مراكز السيطرة على الأمراض تراجع الإصابات إلى انخفاض الحالات بين الحيوانات، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة.

لكن بعض الخبراء أعربوا عن قلقهم من تراجع المراقبة بسبب استقالات في وزارة الزراعة وطرد موظفين من شبكة التحقيقات البيطرية التابعة لإدارة الغذاء والدواء، مما قد يؤثر على سرعة الاستجابة.

وقالت أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات، إن المراقبة تراجعت بشدة منذ تولي ترامب المنصب، مشيرة إلى أن الخوف من الترحيل قد يمنع العمال المهاجرين من طلب الفحوص.

رغم ذلك، لا تزال مراكز السيطرة على الأمراض تصنف الخطر على أنه “منخفض” لعامة السكان و”مرتفع” للعاملين في المزارع، ووصفت خطر تحوّل الفيروس إلى جائحة بأنه “معتدل”.

في المقابل، يواصل الباحثون جهودهم. ففي جامعة تكساس إيه آند إم، يقود ديفيد دوفرات مشروعًا لجمع عينات دم من عمال مزارع الألبان في عدة ولايات، بتمويل قدره 4 ملايين دولار، وينتهي في يوليو المقبل.

وأظهرت دراسة منفصلة أن 7% من العمال لديهم أجسام مضادة للفيروس، ما يشير إلى تعرض غير مسجل.

كما أظهرت دراسات جامعة ماريلاند إصابة أكثر من 120 قطة بالفيروس منذ 2024، معظمها اكتُشفت بعد نفوقها، مما يثير تساؤلات حول إمكانية نقل الحيوانات الأليفة للعدوى.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى