“اللقاحات أداة إنقاذ” – دعوة دولية لتوسيع التطعيم الحيواني لمواجهة إنفلونزا الطيور وضمان الأمن الغذائي العالمي

دعت إيمانويل سوبيران، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، إلى توسيع استخدام اللقاحات في الثروة الحيوانية كوسيلة فعالة لمكافحة تفشي الأمراض الفتاكة، وعلى رأسها إنفلونزا الطيور. تأتي هذه الدعوة في وقت حساس، بعد تسجيل أول تفشٍ لإنفلونزا الطيور في طيور محلية بالبرازيل، التي تُعد أكبر مصدر للدواجن عالميًا، ما أدى إلى فرض حظر على وارداتها من عدة دول.
أضرار جسيمة وتهديد مزدوج
أشارت سوبيران إلى أن التطعيم لا يحمي فقط صحة الحيوان، بل يحافظ أيضًا على الصحة العامة البشرية ويمنع الاضطرابات في التجارة الدولية. فقد تسبب الفيروس في نَفوق أو إعدام أكثر من 633 مليون طائر خلال العقدين الماضيين، مخلفًا خسائر بمليارات الدولارات، ومهددًا الأمن الغذائي العالمي.
كما تسبب في انتقال العدوى إلى الثدييات مثل الأبقار في أمريكا، وتسجيل إصابات بشرية أثارت مخاوف من احتمالية تحوّله إلى جائحة بشرية.
فرنسا نموذجًا ناجحًا
استشهدت المنظمة بتجربة فرنسا، التي نجحت في خفض عدد حالات التفشي من أكثر من 300 إلى 10 فقط خلال عام، عبر تطعيم واسع النطاق للبط. وقد أدى هذا النجاح إلى رفع الولايات المتحدة وكندا الحظر التجاري عن الدواجن الفرنسية في مطلع العام.
قيود على دجاج التسمين ومعايير جديدة مطلوبة
رغم النجاح، تظل هناك تحديات لتطعيم دجاج التسمين قصير العمر، الذي يمثل جزءًا كبيرًا من إنتاج الدواجن في الدول المصدرة. ولهذا تعمل المنظمة على تطوير معايير DIVA التي تميز بين الطيور الملقحة والمصابة فعليًا، بما يتيح استمرار التجارة دون التضحية بالسلامة الصحية.
من القضاء على الطاعون إلى أمل جديد
ذكّرت المنظمة بأن القضاء على الطاعون البقري في 2011 تم بفضل استراتيجيات تطعيم فعالة، داعية الدول لتبني نهج مماثل لمواجهة خطر إنفلونزا الطيور المتزايد، قبل أن يتحول إلى أزمة عالمية جديدة.