تزايد بؤر إنفلونزا الطيور بين الثدييات يثير مخاوف من تحول الفيروس إلى خطر بشري

حذرت المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OMSA) من تضاعف بؤر إنفلونزا الطيور بين الثدييات خلال عام 2024، معتبرة أن هذا التصعيد يُزيد من احتمالية تكيف الفيروس للانتقال بين البشر، رغم أن خطر العدوى البشرية لا يزال منخفضًا حتى الآن.
وذكر تقرير المنظمة أن الإصابات بين الثدييات، مثل الأبقار والكلاب والقطط، بلغت 1,022 بؤرة في 55 دولة هذا العام، مقارنة بـ459 بؤرة فقط في عام 2023.
وأشار التقرير إلى أن فيروس H5N1 يُظهر قدرة متزايدة على إصابة أنواع متعددة من الثدييات، وهو تطور مقلق تفاقم مع تفشي الفيروس في مزارع الأبقار الحلوب داخل الولايات المتحدة.
مخاوف من تحوّل جيني وتهديد بشري
أكدت OMSA أن هذا التوسع الجغرافي والأنواع المصابة يرفع احتمال حدوث طفرة جينية قد تسهل انتقال الفيروس بين البشر، وهو ما يضع العالم أمام خطر وبائي محتمل.
ورغم أن إصابات البشر ما تزال نادرة، إلا أن منظمة الصحة العالمية (WHO) حذرت مرارًا من خطر تحول الفيروس إلى جائحة، مؤكدة أن أي انتقال مباشر أو غير مباشر من الحيوان إلى الإنسان يمثل خطرًا كبيرًا.
أزمة عالمية متعددة الأبعاد
وصفت OMSA إنفلونزا الطيور بأنها “أزمة عالمية تتجاوز الصحة الحيوانية”، نظرًا لتأثيرها الواسع على الأمن الغذائي والتجارة الدولية والتوازن البيئي.
وقد نفق أو أعدم أكثر من 630 مليون طائر داجن بسبب الفيروس خلال العقدين الماضيين، بينما لا توجد إحصاءات دقيقة لحجم الخسائر في الطيور البرية.
ثغرات في أنظمة المراقبة
ويأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تقليصًا في ميزانيات مؤسسات الصحة العامة، منها إلغاء برنامج “محققو الأمراض”، وهو ما يثير مخاوف من تراجع قدرات الرصد والاستجابة المبكرة لتهديدات الفيروس.
H5N1.. الفيروس الذي يثير القلق منذ 1996
ظهر فيروس H5N1 للمرة الأولى في الصين عام 1996، ويُعتبر من أكثر سلالات الإنفلونزا فتكًا في الطيور.
ورغم عدم تسجيل انتقال واسع بين البشر، فإن حالات العدوى البشرية المصحوبة بوفاة تُظهر شدة الفيروس في حال انتقاله.
وتواصل الهيئات الصحية حول العالم مراقبة الوضع عن كثب، تحسبًا لأي تحول جيني مفاجئ قد يشكل بداية لوباء عالمي جديد.