“صحة الحيوان” تحذر من توسع الأمراض المعدية وخطر انتقالها للبشر

كشفت المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) عن تصاعد في وتيرة انتشار الأمراض الحيوانية المعدية وتوسعها في مناطق لم تكن متأثرة من قبل، محذرة من تزايد خطر انتقال هذه الأمراض إلى الإنسان، خاصة مع انتقالها إلى مناطق جديدة.

وأوضح التقرير السنوي الصادر عن المنظمة أن نصف المناطق المتأثرة حديثًا بالأمراض الحيوانية لديها قابلية لتحول العدوى من الحيوان إلى الإنسان، مشيرًا إلى تطور مثير للقلق في انتقال إنفلونزا الطيور بين الثدييات.

وبحسب التقرير، فقد تم تسجيل 1022 حالة تفشٍ لإنفلونزا الطيور في الثدييات في 55 دولة عام 2024، مقارنة بـ459 حالة فقط في عام 2023، ما يثير المخاوف بشأن تكيف الفيروس للانتقال بين الثدييات وربما البشر.

أمراض تتوسع جغرافيًا

وحدد التقرير عدة أمراض شهدت انتقالًا مقلقًا خلال العام، من أبرزها:

• حمى الخنازير الأفريقية: قفزت لمسافة تزيد عن 1800 كم لتصل إلى سريلانكا.
• طاعون المجترات الصغيرة: عاد إلى أوروبا بعد غياب، مع تفشيه في اليونان ورومانيا وبلغاريا والمجر.
• مرض اللسان الأزرق: سجل 3517 بؤرة تفشٍ في 23 دولة.
• الحمى القلاعية: ظهرت في ألمانيا للمرة الأولى منذ عام 1988، وفي الاتحاد الأوروبي لأول مرة منذ 2011.
• مرض الجلد المتكتل (LSD): ظهر لأول مرة في شمال أفريقيا (الجزائر، ليبيا، تونس) وكذلك اليابان.

وأكدت المنظمة أن تغير المناخ وزيادة حركة التجارة من بين أبرز العوامل التي تؤدي إلى إعادة توزيع وانتشار هذه الأمراض.

التطعيم.. السلاح الأقوى

وأوضحت الدكتورة إيمانويل سوبيران، المديرة العامة للمنظمة، أن اللقاحات ما تزال من أقوى أدوات الوقاية، لكن الوصول غير العادل إلى اللقاحات الحيوانية يمثل عائقًا رئيسيًا أمام السيطرة على الأمراض في الدول منخفضة الدخل.

ومنذ 2006، تدير المنظمة بنوك لقاحات لحماية الحيوانات، تشمل حاليًا بنكًا لداء الكلب وآخر لطاعون المجترات الصغيرة.

انخفاض استخدام المضادات الحيوية

ورصد التقرير انخفاضًا بنسبة 5% في استخدام مضادات الميكروبات في الحيوانات بين 2020 و2022، مع أكبر تراجع في أوروبا (23%) ثم أفريقيا (20%).
ورغم ذلك، فإن 1 من كل 5 دول ما تزال تستخدم هذه الأدوية كمحفزات للنمو، وهو ما تحذر منه منظمة الصحة العالمية.