
مع تزايد ندرة الموارد المائية وارتفاع تكاليف الإنتاج، يتجه العديد من المزارعين إلى أنظمة الري الموفرة للمياه (TNTK). لا تقتصر فوائد هذه الأنظمة على تقليل العمالة وتوفير الأسمدة وتحسين استهلاك المياه، بل تمثل أيضًا خطوة جديدة نحو الزراعة الذكية والمستدامة.
نتائج ملموسة على أرض الواقع
تُظهر نتائج التطبيق العملي أن تقنيات مثل الري بالتنقيط والري الآلي عن بعد تغير من المفهوم الزراعي التقليدي. في بلدية “منه سون” بمقاطعة “تريو سون”، ساعدت أنظمة TNTK المزارع “لي فان لونج” على تقليل العمالة بنسبة 90%.
بحسب إحصائيات إدارة الزراعة والبيئة، تطبق تقنيات TNTK حاليًا على أكثر من 3600 هكتار. وتتركز بشكل خاص في زراعة أشجار الفاكهة، وقصب السكر، والخضروات في البيوت المحمية. ومن الجدير بالذكر أن 64% من هذه المساحة تستخدم تكنولوجيا إسرائيلية متقدمة.
أثر مباشر على الموارد والإنتاج
تساعد هذه التقنية على تقليل استخدام المياه بنسبة تصل إلى 70%، وتخفض من العمالة بنسبة 70 إلى 80% بفضل التشغيل الآلي. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت إنتاجية المحاصيل بنسبة 20 إلى 40%. كما تحسنت جودة المنتجات، ما سهّل على المزارعين ربط الإنتاج بسلاسل الاستهلاك الكبرى. في بعض النماذج، زاد الدخل بنسبة 40% لكل دورة إنتاج.
زراعة الزنجبيل نموذجًا
في بلدة “فان دو” بمنطقة “تاش ثانه”، استثمر السيد “لي سون هاي” في زراعة الزنجبيل باستخدام TNTK على مساحة 5 هكتارات. بدلاً من الطرق التقليدية، وضع أنابيب فرعية قرب الجذور، مما سمح بري المساحة كاملة خلال ساعة واحدة فقط. وبهذه الطريقة، يحافظ على رطوبة التربة ويضمن امتصاص العناصر الغذائية بفعالية.
الري والتسميد في آن واحد
من أبرز مميزات TNTK القدرة على دمج الري بالتسميد، حيث يُخفف السماد في الماء ويُضخ مباشرة إلى جذور النبات. نتيجة لذلك، يتم تقليل استخدام الأسمدة بنسبة تصل إلى 30%. كما يحد من التسرب والتلوث، ويحافظ على جودة التربة والمنتج.
التحكم الذكي عن بُعد
في نموذج السيد “لي فان لونج”، تم تركيب أنظمة استشعار تقيس درجة الحرارة والرطوبة وشدة الضوء، ويتفاعل النظام تلقائيًا لتعديل الري بما يتناسب مع احتياجات النبات. والأهم من ذلك، يمكن التحكم بالنظام عبر الهاتف المحمول، مما يتيح للمزارع إدارة العملية من أي مكان يتوفر فيه الإنترنت.
عوائق وتحديات
رغم النجاحات، إلا أن التطبيق لا يزال محدودًا في بعض المناطق بسبب ارتفاع تكلفة التأسيس، إذ تتراوح تكلفة تركيب النظام بين 100 إلى 200 مليون دونج للهكتار، وهي تكلفة تفوق قدرة صغار المزارعين.
خطوات داعمة للتوسع
لمواجهة هذه العقبة، أطلقت المقاطعة حزم دعم، منها برامج “التحول الرقمي في الزراعة” و”تنمية مناطق المواد الخام”. كما وضعت بعض المحليات مثل “ين دينه” و”تريو سون” و”تاش ثانه” آليات تشجيعية خاصة، بالتوازي مع تنظيم تدريبات لتأهيل المزارعين على تركيب وتشغيل وصيانة الأنظمة.
نقلة نوعية نحو الزراعة الذكية
من خلال هذه المبادرات، يتغير التفكير الإنتاجي تدريجيًا من النمط العشوائي إلى النمط الاستراتيجي. فـTNTK ليست مجرد أداة تقنية، بل تمثل تحولًا حقيقيًا نحو الزراعة النظيفة والذكية، بما يعزز الكفاءة ويحمي البيئة في آن واحد.