جنوب أفريقيا: موسم زراعي واعد تحاصره التحديات المناخية والاقتصادية في 2025

مع اقتراب موسم الزراعة لعام 2025، تبدو الصورة الزراعية في جنوب أفريقيا مزدوجة بين التفاؤل بالإنتاج وتزايد المخاطر. إذ تشير التقديرات إلى وفرة في المحاصيل الأساسية كـالذرة، القمح، وفول الصويا، لكن تقلبات الطقس وارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية تنذر بصعوبات على مستوى الربحية والأمن الغذائي.
مخاوف من تراجع الأرباح
وفقًا للجنة تقديرات المحاصيل (CEC)، يُتوقع أن يصل إنتاج الذرة إلى 14.664 مليون طن، بزيادة 14.12% عن عام 2024. غير أن ارتفاع أسعار الأسمدة والوقود، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية واضطرابات سلاسل الإمداد، قد يلتهم أرباح المزارعين، ويزيد العبء على المستهلكين، خاصة أصحاب الدخل المحدود.
نتائج قوية في ظل بيئة مناخية هشّة
يرجح أن يبلغ إنتاج القمح وفول الصويا 2.3 مليون طن لكل منهما، مدعومًا بتحسن الغلة وتوسع المساحات المزروعة. لكن خطر ظاهرة “النينيو”، التي تسببت في موجات جفاف وأمطار شديدة، يهدد الاستقرار الزراعي ويُلقي بظلاله على مستقبل المحاصيل.
أسواق متقلبة وضغوط معيشية
رغم زيادة الإنتاج، فإن تأثيره على الأسعار يظل غير مضمون. تواجه الأسواق المحلية منافسة شرسة من واردات الذرة المرتبطة بأسعار الصرف، في وقت تعاني فيه الأسر من تضخم مستمر وانعدام أمن غذائي يطال 25.8% من السكان، خاصة في المناطق الريفية.
توصيات لمواجهة التحديات:
- دعم المزارعين عبر إعانات للأسمدة والوقود، وتسهيلات مالية مرنة.
- سياسات تجارية مستقرة لتأمين سلاسل التوريد وتعزيز الصادرات.
- حماية المستهلك من خلال إعفاءات ضريبية على السلع الغذائية الأساسية.
- الاستثمار في الابتكار عبر تقنيات الزراعة الدقيقة والبذور المقاومة للتغيرات المناخية.
في ظل هذه التحديات، تبدو الزراعة في جنوب أفريقيا على مفترق طرق، بين فرص واعدة وإشكالات تتطلب استجابة سياسية واقتصادية متكاملة لضمان استدامة الأمن الغذائي وتحقيق التوازن بين المزارع والمستهلك.