بيطري

خبراء أوروبا يحذرون من ثغرات في مواجهة إنفلونزا الطيور رغم انخفاض الخطر على البشر

رغم أن المخاطر على الصحة العامة لا تزال منخفضة، إلا أن خبراء الصحة في أوروبا يطالبون بمزيد من المراقبة. ذلك بسبب انتشار فيروس إنفلونزا الطيور على نطاق واسع بين الطيور، وامتداده إلى أنواع أخرى من الحيوانات.

انتشار واسع بين الطيور والحيوانات
شهدت أوروبا تفشيًا واسعًا لأنفلونزا الطيور خلال السنوات الخمس الماضية، خاصة بين الطيور البرية والدواجن في دول الاتحاد الأوروبي.
المجر سجلت أكبر عدد من حالات التفشي منذ الخريف الماضي، تلتها ألمانيا، ثم هولندا، وبولندا التي تُعد من كبار منتجي الدواجن.
في السنوات الأخيرة، وصل الفيروس إلى حيوانات أخرى مثل المنك، القطط، والدببة، مما يزيد من خطر انتقاله إلى البشر.

جهود احتواء الفيروس ومخاوف من الثغرات
أعدمت السلطات عشرات الملايين من الطيور والحيوانات في محاولة للسيطرة على التفشي.
لكن الثغرات في أنظمة المراقبة تثير القلق، إذ قد تسمح للفيروس بالانتشار دون اكتشاف.
منذ عام 2003، أصيب نحو ألف شخص حول العالم بسلالة H5N1، توفي منهم قرابة النصف.
رغم ذلك، لا توجد أدلة حتى الآن على انتقال العدوى من شخص لآخر.

الاستعداد الأوروبي لمواجهة الطوارئ
تعمل المفوضية الأوروبية على تأمين أكثر من 27 مليون جرعة من لقاح الإنفلونزا، تحسبًا لأي جائحة مستقبلية.
كما تراقب الدول الأوروبية تفشي الفيروس في الماشية داخل الولايات المتحدة، حيث أُصيب 70 شخصًا وتوفي أحدهم.

دعوات لليقظة والتأهب
حذرت ماريون كوبمانز، خبيرة الفيروسات في مركز إيراسموس الطبي، من التراخي في التعامل مع الفيروس.
قالت: “الوضع تغير كثيرًا عن الماضي، ولم يعد مقبولًا الاكتفاء بالإجراءات العادية”.

تعزيز المراقبة وتوسيع التطعيم
تراقب دول الاتحاد الأوروبي الطيور البرية والدواجن لرصد أي إصابات.
عند اكتشاف الفيروس، تتخذ السلطات إجراءات مثل إعدام الطيور وفرض قيود على المزارع.
بدأت فرنسا في 2023 تطعيم الطيور، مما ساعد قطاع الدواجن على التعافي.
وفي صيف نفس العام، وزعت فنلندا اللقاحات على 10 آلاف عامل معرضين للخطر.

تقارير تكشف ثغرات خطيرة
رصدت عمليات التدقيق الأوروبية مشاكل واضحة في الاستجابة للفيروس بعدة دول:

  • بولندا: تأخرت في فرض المناطق المقيدة.
  • البرتغال: واجهت ضعفًا في نظام الإنذار المبكر.
  • إسبانيا: لم تحقق جيدًا في الحالات المشتبه بها.
  • المجر: تعاني من نقص الموظفين والتدريب والمراقبة، ولم تصلح هذه المشكلات منذ عام 2020.

ضغوط على القطاع الزراعي وسط مقاومة
أكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أن إسبانيا والبرتغال بدأتا في معالجة هذه المشكلات، لكن المفوضية تطلب التزامات جديدة من بولندا والمجر.
أوقف البلدان صادرات الدواجن الشهر الماضي بسبب التفشي.
قال ألكسندر فيدييفسكي، المسؤول في المنظمة العالمية لصحة الحيوان، إن معظم الدول تحتاج إلى تحسين الأمن البيولوجي.
لكنه أشار أيضًا إلى مقاومة بعض المزارعين للتغييرات، خوفًا على مصالحهم.

الفيروس يصل البرازيل ويهدد الإمدادات الغذائية
ليست أوروبا وحدها في دائرة الخطر.
فقد أوقفت المفوضية الأوروبية مؤخرًا استيراد اللحوم والدواجن من البرازيل، بعد تسجيل أول تفشٍّ في مزرعة هناك.

تحذير نهائي: الغذاء أولًا، لكن لا تهملوا البشر
يرى الخبراء أن الخطر الحالي الأكبر هو على الأمن الغذائي في أوروبا، لكنهم يحذرون من أن تجاهل انتشار الفيروس بين الطيور قد يؤدي إلى ظهور إصابات بشرية مفاجئة.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى