المحاصيل غير المأهولة: حل مستدام لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في الأراضي الجافة

تعتمد النظم الغذائية الحديثة بشكل كبير على عدد محدود من المحاصيل الأساسية كالأرز والقمح والذرة، مما يؤدي إلى تجاهل المحاصيل غير المأهولة التي يمكن أن تسهم بفعالية في تعزيز الأمن الغذائي، خاصة في المناطق الجافة التي تعاني من شح المياه، وتدهور التربة، وتغير المناخ.
خلال مؤتمر NUS 2024 في الرباط، شدد المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) وبرنامج F2R-CWANA على أهمية هذه المحاصيل، مثل الذرة الرفيعة، الدخن، الكينوا، السمسم، واللوبيا، لما تتميز به من كفاءة عالية في استهلاك المياه وقدرتها على تحمل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، ما يجعلها مثالية للزراعة في البيئات القاسية.
أثبتت تجارب ميدانية في المغرب أن زراعة محاصيل مثل العدس والكينوا والحمص معًا تحقق إنتاجًا غذائيًا وأرباحًا أكبر من زراعة القمح وحده، كما تسهم في تقليل انبعاثات الغازات الضارة، وتحسين صحة التربة، ودعم التنوع البيولوجي.
ورغم هذه المزايا، تواجه المحاصيل غير المأهولة تحديات عدة، أبرزها ضعف التمويل، وتراجع المساحات المزروعة بها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب الاعتماد الكبير على الواردات وغياب الدعم الحكومي الكافي.
لذلك، تدعو إيكاردا إلى صياغة سياسات داعمة، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتعزيز سلاسل القيمة، وتحسين توافر البذور، وتوفير التدريب للمزارعين. كما توصي باستخدام تقنيات حديثة كالرّي بالتنقيط والزراعة الدقيقة لرفع الإنتاجية وكفاءة استهلاك المياه.
ويؤكد تقرير إيكاردا أن التوسع في زراعة المحاصيل غير المأهولة خطوة ضرورية لبناء نظم غذائية أكثر مرونة واستدامة، وضمان الأمن الغذائي والتغذية في مواجهة التحديات البيئية والمناخية.