الولايات المتحدة تلغي عقد لقاح الإنفلونزا بتقنية mRNA بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة

في خطوة مفاجئة، ألغت الحكومة الفيدرالية الأمريكية عقدًا بقيمة 766 مليون دولار مع شركة “موديرنا” لتطوير لقاح ضد الإنفلونزا الوبائية باستخدام تقنية mRNA، وعلى رأسها فيروس H5N1 المنتشر حاليًا بين الأبقار، بسبب مخاوف متزايدة بشأن سلامة التقنية.
وقالت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية إن استمرار تمويل هذا النوع من اللقاحات “لم يعد مبررًا من الناحية العلمية أو الأخلاقية”، بحسب تصريح مدير الاتصالات بالوزارة أندرو نيكسون، مشيرًا إلى أن القرار يعكس تفضيل تقنيات أكثر شفافية وثباتًا علميًا، مع أخذ الدروس السابقة بعين الاعتبار.
انتقادات واسعة للقرار وتحذيرات من تداعياته
قوبل القرار بانتقادات من خبراء في مجال الصحة العامة، حيث اعتبرته جينيفر نوزو، مديرة مركز الأوبئة بجامعة براون، “مخيبًا للآمال” ونتاجًا “لضغوط سياسية تستهدف تقنية mRNA”، مؤكدة أن تنويع أساليب تطوير اللقاحات ضرورة استراتيجية لمواجهة الأوبئة.
في السياق ذاته، حذر الدكتور آشيش جها من أن القرار “يعرض حياة الأمريكيين للخطر”، فيما اعتبر مايكل أوسترهولم من جامعة مينيسوتا أن إلغاء المشروع “يُضعف قدرة البلاد على التصدي لأي جائحة محتملة”.
موديرنا: سنواصل تطوير اللقاح بطرق بديلة
ورغم الإلغاء، أعلنت شركة موديرنا أن نتائج المرحلة الأولى من التجارب كانت إيجابية، وأكد الرئيس التنفيذي ستيفان بانسل التزام الشركة بمواصلة تطوير اللقاح عبر مسارات تمويل بديلة، مشددًا على أن تقنية mRNA تبقى أداة فعالة في مواجهة الأوبئة.
مخاوف متزايدة من تحوّر فيروس H5N1
ويأتي هذا الجدل في وقت يستمر فيه انتشار فيروس H5N1، الذي أصاب حتى الآن 41 قطيعًا من الأبقار و24 مزرعة دواجن في الولايات المتحدة، إلى جانب تسجيل 70 إصابة بشرية وحالة وفاة. ويحذر العلماء من إمكانية تحوّر الفيروس ليمتلك قدرة على الانتقال بين البشر، ما قد يؤدي إلى وباء عالمي.