تايلاند تستفيد من أزمة إنفلونزا الطيور في البرازيل لتعزيز صادرات الدواجن

تشهد صناعة الدواجن في تايلاند نموًا ملحوظًا خلال عام 2025، وذلك نتيجةً لاضطراب كبير في السوق العالمية بسبب تفشي إنفلونزا الطيور في البرازيل، أكبر مُصدّر للدواجن في العالم. وقد علّقت دول كبرى، مثل الصين والاتحاد الأوروبي واليابان، وارداتها من الدواجن البرازيلية، ما فتح المجال أمام تايلاند لسد هذه الفجوة.
تفوق تايلاند بفضل سلاسل التوريد المتكاملة
تحتل تايلاند المركز الثالث عالميًا في تصدير لحوم الدجاج. وتتميّز بقدرتها على الاستجابة السريعة لتقلبات السوق بفضل سلاسل التوريد المتكاملة رأسيًا. فشركات مثل شاروين بوكفاند فودز (CPF) وGFPT وبيتاغرو تدير العمليات بالكامل، من إنتاج الأعلاف إلى المعالجة.
بالإضافة إلى ذلك، انخفضت أسعار الأعلاف عالميًا، حيث تراجعت أسعار الذرة وفول الصويا بنحو 30%. هذا الانخفاض يعزز هوامش الربح ويزيد من تنافسية المنتج التايلاندي.
فرص تصدير بمليارات الدولارات
يُقدّر أن تفشي المرض في البرازيل قد يهدد نحو 1.5 مليون طن متري من صادرات الدواجن. ومن المتوقع أن تغطي تايلاند ما بين 300 و400 ألف طن من هذه الكمية، ما قد يولّد إيرادات إضافية تصل إلى 1.7 مليار دولار.
من الجدير بالذكر أن أكثر من نصف صادرات الدجاج التايلاندي عبارة عن منتجات مصنعة، وهي تحظى بطلب عالمي مرتفع. وتتفوق تايلاند في هذا المجال على البرازيل، التي لا تتجاوز حصتها 2.5%.
توسع محلي رغم الترقب
بدأ المزارعون التايلانديون في توسيع إنتاجهم. وتشهد مزارع الدواجن المغلقة سابقًا عودة تدريجية للعمل. كما زادت إعلانات بيع أو تأجير حظائر الدواجن عبر الإنترنت، ما يدل على عودة الاهتمام بتربية الدواجن.
ورغم التفاؤل، تحذر شركات محلية من أن التأثير الحقيقي يعتمد على مدة تفشي المرض في البرازيل. حيث قالت فيرا تيتايانغكاروفونغ من شركة GFPT: “إذا استمر الحظر لأقل من 3 إلى 6 أشهر، فسيكون التأثير محدودًا”.
في ظل أزمة صحية تهز أحد أكبر منافسيها، تجد تايلاند نفسها في موقع قوي لتوسيع حصتها في سوق الدواجن العالمية. فهي تستفيد من بنية تحتية متينة، وتكاليف منخفضة، وطلب متزايد.
ولكن، يبقى استمرار هذه الفرصة مرهونًا بمدة تفشي المرض ومدى التزام الأسواق العالمية بحظر الاستيراد من البرازيل.