زراعة

الصقيع يضرب الزراعة في تركيا ويهدد الأمن الغذائي والصادرات

تشهد الزراعة في تركيا أزمة غير مسبوقة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، بعد أن تسببت موجات الصقيع الأخيرة في أضرار جسيمة لمحاصيل الفاكهة، خاصة المشمش والعنب. وتشير التقديرات إلى انخفاض الإنتاج الزراعي من 28 مليون طن إلى 21 مليون طن خلال عام 2025، وسط مخاوف من استمرار التراجع في الموسم المقبل نتيجة التلف الذي طال الأشجار المثمرة.

ناقش البرلمان التركي الأزمة خلال اجتماعات لجنة التحقيق في ظاهرة الصقيع الزراعي، حيث استمع النواب إلى مداخلات من ممثلي الغرف المهنية، والخبراء، والمزارعين الذين عرضوا حجم الخسائر وتصوراتهم للحلول الممكنة.

وقال رمضان أوزجان، رئيس بورصة التجارة في ملاطية، إن تركيا تنتج سنويًا نحو 800 ألف طن من المشمش الطازج، وهو ما يعادل خمس الإنتاج العالمي. إلا أن التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة قلصت المحصول بشكل كبير، ليصل هذا العام إلى نحو 70 ألف طن فقط، مشيرًا إلى أن بعض الأشجار تضررت بشدة لدرجة قد تمنعها من الإنتاج في الموسم القادم، مع ارتفاع لافت في تكاليف الرعاية الزراعية.

وفي السياق ذاته، قال صادق أوزقساب، رئيس مجلس إدارة بورصة تجارة مانيسا، إن منطقتهم كانت تستعد لموسم وفير من العنب، لكن موجتي صقيع أدتا إلى انخفاض الإنتاج من أكثر من 300 ألف طن إلى ما بين 125 و150 ألف طن فقط.

من جانبها، بدأت وزارة الزراعة والغابات تنفيذ حزمة من الإجراءات العاجلة للتعامل مع الأزمة، بحسب ما أعلنه باقي رمزي سويجميز، رئيس غرفة المهندسين الزراعيين، وتشمل:

  • تعزيز أنظمة الإنذار المبكر لموجات الطقس الحاد.
  • توسيع نطاق التأمين ضد الكوارث الطبيعية.
  • استخدام أنظمة التدفئة في البساتين.
  • تطوير أصناف زراعية أكثر مقاومة للتغيرات المناخية.

وتُعد تركيا من أبرز الدول المصدرة للفاكهة عالميًا، لا سيما المشمش والعنب. وتشير التقديرات إلى أن هذه الخسائر قد تُحدث تأثيرًا مباشرًا على الأمن الغذائي المحلي، وتؤثر سلبًا على صادرات البلاد الزراعية في الأسواق العالمية.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى