أزمة لحوم تهدد الأمن الغذائي في جنوب أفريقيا تحت ضغط الأوبئة وحظر الاستيراد
تشهد صناعة اللحوم في جنوب أفريقيا أزمة حادة نتيجة تداخل عدة عوامل أدت إلى تراجع المعروض وارتفاع الأسعار، مما يفاقم الضغوط على الأمن الغذائي، خاصة لدى ذوي الدخل المحدود.
وصرّح جوردون نيكول، رئيس جمعية مصنعي اللحوم في جنوب أفريقيا (SAMPA)، بأن القطاع يواجه نقصًا كبيرًا في المواد الخام، خصوصًا اللحوم منزوعة العظام ميكانيكيًا (MDM) التي كانت تُستورد من البرازيل.
وأوضح نيكول أن البرازيل كانت المصدر الأخير المتاح بعد أن أُغلقت أسواق أوروبا نتيجة تفشي إنفلونزا الطيور، قائلاً: “كنا نستورد حوالي 19 ألف طن شهريًا من هذه اللحوم، والآن لا يوجد بديل لتعويض هذا النقص”.
وتُعد لحوم الـMDM عنصرًا أساسيًا في تصنيع منتجات غذائية بأسعار منخفضة مثل البولوني، الفيينا، اللحم الروسي، ولحوم الأبقار المعلبة، والتي تعتمد عليها شرائح واسعة من السكان كمصدر رئيسي للبروتين.
وأكد نيكول أن الإنتاج المحلي من هذه اللحوم محدود للغاية، ما جعل جنوب أفريقيا تعتمد بشكل شبه كلي على الاستيراد، ومع توقف الواردات من البرازيل، تفاقمت الأزمة.
كما زاد تفشي مرض الحمى القلاعية داخل البلاد من حدة الوضع، حيث فرض قيودًا على حركة المواشي وأدى إلى نقص إضافي وارتفاع في أسعار اللحوم.
ونبّه خبراء إلى أن هذه التحديات تمثل خطرًا مباشرًا على الأمن الغذائي، خاصة بين الفئات الفقيرة، مع تراجع إمكانية الحصول على منتجات اللحوم بأسعار مناسبة.
