زراعة

أزمة معدات زراعية تضرب روسيا بشدة

تشهد روسيا أزمة غير مسبوقة في سوق الآلات الزراعية، نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة على صادرات الحبوب، التي أثّرت سلبًا على القوة الشرائية للمزارعين، ما يهدد مستقبل الإنتاج الزراعي في البلاد.

وتوقّع الخبير الزراعي ألكسندر كوربوت تراجع مبيعات المعدات الزراعية بأكثر من 30% خلال عام 2025، مؤكدًا أن “المزارعين لا يشترون لأنهم لا يملكون المال”، رغم توفر كميات كبيرة من المعدات الجاهزة في المصانع.

وتُعد شركة روستسيلماش، أبرز مصنّع للمعدات الزراعية في روسيا، من أكبر المتأثرين. حيث انخفضت إيراداتها بمقدار 20 مليار روبل خلال عام واحد، بعد أن كانت قد حققت أرباحًا صافية قدرها 6.9 مليار روبل في 2024.

وبحلول منتصف 2025، تراكم أكثر من 2500 جرار وحصادة في مخازن الشركة دون بيع، مما دفع الإدارة إلى إيقاف خطوط الإنتاج مؤقتًا ومنح العاملين إجازات مدفوعة قد تتحول إلى غير مدفوعة لاحقًا، وسط حديث عن احتمال تأميم الشركة.

كما ألغت الشركة برنامجها الاستثماري لعام 2025 بالكامل، في خطوة تعكس عمق الأزمة. وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة سيولة خانقة تضرب القطاع الزراعي، وتزيد من صعوبة تحديث المعدات لدى المزارعين، ما قد يؤثر سلبًا على الإنتاج في المواسم المقبلة، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا الزراعية.

تشير الأزمة إلى تحديات خطيرة في هيكل تمويل الزراعة الروسية، وتهدد استقرار واحدة من أكبر الدول المنتجة للحبوب عالميًا.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى