زراعة

تغير المناخ يهدد المحاصيل الغذائية: خسائر مرتقبة في الإنتاج وارتفاع متوقع في الأسعار

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “نيتشر” أن إنتاج ستة من المحاصيل الغذائية الأساسية في العالم قد يتراجع بشكل كبير بحلول نهاية القرن. وتشمل هذه المحاصيل: القمح، الذرة، الأرز، فول الصويا، الكسافا، والذرة الرفيعة، مما ينذر بارتفاع عالمي في أسعار الغذاء.

أوضح أندرو هولتجرين، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة إلينوي والمشرف على الدراسة، أن الدول الغنية مثل الولايات المتحدة وكندا قد تتكبد خسائر أكبر مقارنة ببعض الدول النامية، نتيجة لاعتمادها المفرط على أنواع محددة من المحاصيل، وضعف قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية حتى الآن.

وفي ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة، من المتوقع أن تنخفض إنتاجية الذرة بنسبة تصل إلى 40% في مناطق تشمل الولايات المتحدة، شرق الصين، آسيا الوسطى، والشرق الأوسط، بينما قد يتراجع إنتاج القمح بنفس النسبة في دول مثل كندا، روسيا، والصين.

وذكرت الدراسة أن بعض الدول النامية بدأت بالفعل في تنفيذ استراتيجيات تكيّف فعالة، منها تنويع المحاصيل وتغيير مواعيد الزراعة، مما وفر لها هامشًا من المرونة في مواجهة تأثيرات المناخ رغم قلة الإمكانيات.

وفي كندا، يعمل غورتشارن برار، الباحث بجامعة ألبرتا، على تطوير أصناف جديدة من القمح تتحمل الجفاف، مشيرًا إلى أن استنباط صنف جديد قد يستغرق من 8 إلى 12 عامًا بتكلفة تصل إلى مليون دولار. وأكد أن هذه الجهود قد تسهم في الحد من الخسائر المستقبلية.

كما أشار غونتر جوكوم، رئيس جمعية مزارعي القمح في غرب كندا، إلى أن المزارعين بدأوا في تعديل أنماط زراعتهم لمواكبة المناخ، حيث أصبحت محاصيل مثل فول الصويا والذرة شائعة في مناطق لم تكن ملائمة لها سابقًا.

ورغم هذه المبادرات، تتوقع الدراسة انخفاضًا يصل إلى 25% في الإنتاج الزراعي العالمي بحلول عام 2100، حتى مع تطبيق إجراءات التكيف، وهو ما قد يؤدي إلى تقليل السعرات الحرارية المتاحة ويهدد الأمن الغذائي عالميًا، بحسب هولتجرين.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى