الولايات المتحدة تدرس لأول مرة تطعيم الدواجن ضد إنفلونزا الطيور للحد من الخسائر الاقتصادية

تدرس وزارة الزراعة الأمريكية تطبيق خطة جديدة لتطعيم الدواجن ضد إنفلونزا الطيور، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، استجابةً للمطالب المتزايدة من منتجي البيض والديك الرومي، الذين تكبدوا خسائر فادحة منذ بدء تفشي الفيروس في عام 2022.
وتتضمن الخطة المقترحة، التي طرحها أطباء بيطريون، تطعيم الصيصان الصغيرة في المراحل المبكرة، يليها إعطاء جرعة معززة لاحقًا، مع تنفيذ فحوص دورية لرصد الإصابات. وفي حال اكتشاف قطيع مصاب، سيتم إعدامه على الفور، كإجراء احترازي للسيطرة على انتشار الفيروس.
وأوضح الدكتور كريج رولز، نائب رئيس شركة “فيرسوفا”، أن الهدف من هذه الإجراءات هو تقليل أعداد الإصابات وطمأنة الأسواق الدولية إلى سلامة المنتجات الأمريكية.
وتعمل الوزارة حاليًا بالتنسيق مع المسؤولين الفدراليين والولائيين، وممثلي صناعة الدواجن، لوضع الصيغة النهائية للخطة، والمتوقع إصدارها رسميًا في يوليو المقبل.
لكن الخطة تواجه معارضة من بعض شركات إنتاج لحوم الدجاج، التي تخشى من أن يؤدي التطعيم إلى فرض قيود على الصادرات، بحجة احتمال إخفاء وجود الفيروس في القطعان المحصنة.
وفي هذا السياق، شدد الدكتور جون كليفورد، المستشار البيطري لمجلس تصدير الدواجن، على أهمية الشفافية، مؤكدًا أن نجاح الخطة مرهون بوضوح الإجراءات وثقة المستوردين فيها.
وكان فيروس H5N1 قد أدى إلى إعدام أكثر من 175 مليون طائر في الولايات المتحدة، ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق في أسعار البيض، ودفع بعض المتاجر إلى تقنين البيع، بينما اضطرت المطاعم إلى رفع الأسعار. كما لجأت البلاد إلى استيراد البيض من دول مثل تركيا والبرازيل وكوريا الجنوبية.
وقد أنفقت الحكومة الأمريكية أكثر من مليار دولار لتعويض المزارعين، إلا أن خبراء القطاع يرون أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر دون حلول جذرية، وعلى رأسها إدخال اللقاحات كوسيلة وقاية مستدامة.