مزرعة كريسنت للبط تحاول النهوض من جديد بعد ضربة إنفلونزا الطيور القاسية

بدأت مزرعة كريسنت للبط، الواقعة في منطقة أكويبوغ بلونغ آيلاند، استعادة نشاطها تدريجيًا بعد أن اضطرت في يناير الماضي إلى إعدام كامل قطيعها بسبب تفشي إنفلونزا الطيور (H5N1)، في واحدة من أكبر موجات التفشي التي شهدتها مزارع الطيور في الولايات المتحدة.
ضربة بيطرية تهدد إرثًا عمره قرن
دوج كوروين، صاحب المزرعة التي تأسست عام 1908، أوضح أن الإنذار بدأ بملاحظة طيور نافقة أو خاملة في إحدى الحظائر، ليتبعها قرار بإعدام القطيع بالكامل كإجراء احترازي. وكان لهذا القرار وقع شديد على المزرعة، التي كانت تعالج نحو مليون بطة سنويًا.
رغم حصول كوروين على تعويضات من الحكومة الفيدرالية، أشار إلى أنها لم تغطِ الخسائر الحقيقية أو تكاليف إعادة الإعمار في منطقة مرتفعة التكلفة مثل لونغ آيلاند.
العودة بالبكيني الأبيض
خلال شهر مايو، بدأت المزرعة في استقبال دفعات جديدة من البط الصغير، ضمن خطة متدرجة لإعادة الإحياء. ويأمل كوروين في استئناف عمليات الذبح والمعالجة مع نهاية صيف 2026، مؤكدًا أنه لن يتعجل العودة الكاملة للإنتاج.
ما يمنح المزرعة أملًا خاصًا هو احتفاظها بسلالة نادرة من البط البكيني الأبيض، نجت من الإعدام بعد ثبوت خلوها من الفيروس، وهو ما اعتُبر خطوة مهمة نحو الحفاظ على هوية المزرعة التاريخية.
الخطر لم ينتهِ بعد
منذ عام 2022، شهدت الولايات المتحدة أكثر من 1700 حالة تفشٍ لإنفلونزا الطيور، أثرت على قرابة 175 مليون طائر، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). ومع تزايد ضراوة الفيروس وتمدده ليشمل حيوانات أخرى، حذر كوروين من أن أي تفشٍ جديد قد يؤدي إلى إنهاء نشاطه نهائيًا، داعيًا الحكومة إلى فرض التطعيم الإجباري للدواجن.
سباق مع الزمن لإحياء إرث لونغ آيلاند
في ستينيات القرن الماضي، كانت لونغ آيلاند تنتج نحو ثلثي بط الولايات المتحدة، عبر أكثر من 100 مزرعة. واليوم، لا تزال كريسنت المزرعة الوحيدة الباقية، ما يمنح محاولاتها بُعدًا رمزيًا في الحفاظ على تراث محلي عريق في مواجهة الأوبئة والتحديات الاقتصادية.
وقال كوروين: “أشعر أنني مدين لأسلافي الذين بنوا هذا المكان. أريد أن أعيد لونغ آيلاند إلى خريطة البط الأمريكية.”