جفاف غير مسبوق يضرب جوزجان الأفغانية ويهدد المحاصيل والثروة الحيوانية

يعاني مزارعو ولاية جوزجان في شمال أفغانستان من جفاف شديد غير مسبوق، تسبب في تراجع كبير في الإنتاج الزراعي، ودفع المزارعين إلى مناشدة الحكومة المؤقتة والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل.
وفي قرية قره داريا، وصف المزارع محمد أمين الموسم الزراعي الحالي بـ”الكارثي”، موضحًا أنه زرع 125 كيلوغرامًا من القمح على مساحة ثلاثة أفدنة، لكنه لم يتمكن من حصاد حتى كيس واحد، بسبب غياب الأمطار وجفاف التربة. وأشار إلى أن فصل الشتاء الماضي مر دون أمطار أو ثلوج، مما جعل الأرض قاسية وغير قابلة للزراعة، مؤكدًا أن حتى الحيوانات باتت تعاني من نقص المياه.
من جهته، قال عبد العزيز، مزارع يبلغ من العمر 70 عامًا من قرية دوشنبه، إنه لم يشهد مثل هذا الجفاف طوال حياته، لافتًا إلى أن الشمس أحرقت محاصيله، وجف بئره الوحيد، ما جعله يفقد الأمل في الأرض.
وفي منطقة أقشا، حذر المزارع عبد الحي من كارثة وشيكة تهدد الثروة الحيوانية، مؤكدًا نفاد الأعلاف وغياب الطعام للمواشي، ما ينذر بهلاك أعداد كبيرة منها في حال غياب المساعدات العاجلة.
من جانبها، أوضحت إدارة الزراعة والري والثروة الحيوانية في جوزجان أن الجفاف أثر على نحو 80% من الأراضي الزراعية، حيث سجل إنتاج القمح تراجعًا بنسبة 8%، فيما انخفض إنتاج القمح المطري بنسبة 23%، وتراجعت المساحات المزروعة بنسبة 9%.
وقال رستم كريمي، رئيس الشؤون الزراعية بالمحافظة، إن الحكومة بالتعاون مع شركائها وزعت خلال العامين الماضيين أكثر من 102 ألف طن من البذور والأسمدة، وتواصل تنفيذ برامج دعم فني وتدريب للمزارعين على أساليب الزراعة الحديثة، بما في ذلك تقنيات ترشيد المياه مثل الري بالتنقيط.
ويأمل المزارعون في استجابة سريعة من الجهات المعنية، لتفادي أزمة إنسانية وزراعية قد تتفاقم مع حلول فصل الشتاء المقبل.