دراسة تحذر: تغير المناخ يهدد بفقدان ربع السعرات الحرارية من الغذاء العالمي بحلول نهاية القرن

حذّرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة نيتشر من التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على الإنتاج الغذائي العالمي، مشيرة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة واستمرار انبعاثات الكربون قد يؤديان إلى انخفاض كبير في السعرات الحرارية الأساسية المتوفرة بحلول نهاية القرن.
وفي سيناريو معتدل يفترض بلوغ ذروة انبعاثات الغازات الدفيئة عام 2040 ثم تراجعها تدريجيًا، تتوقع الدراسة خسارة تصل إلى 8% من الإنتاج الغذائي العالمي بحلول عام 2050.
وتشير النتائج إلى أن المحاصيل الستة الرئيسية — القمح، الذرة، الأرز، فول الصويا، الذرة الرفيعة، والكسافا — ستكون الأكثر تضررًا، إذ قد تفقد ما يصل إلى 25% من قيمتها الحرارية إذا استمرت الانبعاثات بمعدلات مرتفعة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي العالمي.
وأوضحت الدراسة أن كل ارتفاع بمقدار درجة مئوية واحدة في متوسط درجات الحرارة يؤدي إلى تقليص 120 سعرة حرارية يوميًا من متوسط استهلاك الفرد، أي نحو 5% من الحصة اليومية الحالية. وعلّق الباحث سولومون هسيانج من جامعة ستانفورد قائلًا: “ارتفاع الحرارة ثلاث درجات يعني أن الجميع سيتخلى عن وجبة الإفطار”.
وشددت الدراسة على أن الأثر سيطال جميع أطراف القطاع الزراعي، من المزارع التجارية الكبرى في المناطق عالية الإنتاج، إلى صغار المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة المعيشية، ما يعمق التفاوت في القدرة على التكيف.
وتعد أميركا الشمالية من أكثر المناطق عرضة للخسائر، حيث تتوقع الدراسة تراجعًا يصل إلى 20% من العائدات الزراعية بحلول عام 2100 في سيناريو معتدل، وقد تصل الخسائر إلى 50% في حالة استمرار معدلات الانبعاثات المرتفعة.
وقد أعد الدراسة فريق من أكثر من 12 باحثًا بقيادة سولومون هسيانج وأندرو هولتجرين من جامعة أوربانا شامبين، واعتمدت على تحليل شامل لبيانات 12 ألف منطقة زراعية في 55 دولة حول العالم.