زراعة

القمح يلامس أعلى مستوى في 4 أشهر عالميًا قبل التراجع مع ضعف الطلب وهدوء التوترات

سجلت أسعار القمح في بورصة شيكاغو للتجارة ارتفاعًا ملحوظًا الأسبوع الماضي، حيث اقتربت من حاجز 600 سنت للبوشل، وهو أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر، قبل أن تتراجع مع بداية الأسبوع الحالي.

وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها تأخر حصاد القمح الشتوي في الولايات المتحدة نتيجة الأحوال الجوية، بحسب تقرير لبنك “كوميرزبانك” الألماني. وأوضح محلل السلع بالبنك، كارستن فريتش، أن ضعف الدولار الأمريكي ساهم أيضًا في ارتفاع الأسعار، نظرًا لما يوفره من ميزة تنافسية للقمح الأمريكي في السوق العالمية.

ارتفاع الصادرات الأمريكية وتباطؤ في الحصاد
كشفت وزارة الزراعة الأمريكية عن ارتفاع صادرات القمح إلى 427 ألف طن الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، رغم أن صادرات النصف الأول من مايو سجلت معدلات أعلى.
أما نسبة حصاد القمح الشتوي فبلغت 19%، دون توقعات السوق التي نقلتها وكالة “رويترز”.

تحركات الأسعار في أوروبا وروسيا
شهدت الأسواق الأوروبية ارتفاعًا جديدًا في أسعار القمح، حيث تجاوزت 200 يورو للطن، متأثرة بتدهور حالة المحصول في فرنسا، رغم أنها أفضل نسبيًا من العام الماضي.

أما في روسيا، فبدأت شركات التصدير تقديم عروض على القمح الجديد بسعر 14,500 روبل للطن (نحو 184 دولارًا). وأظهرت بيانات شركة “SovEcon” انخفاضًا طفيفًا في أسعار تصدير القمح الروسي إلى ما بين 226 و230 دولارًا للطن، مقابل 234 إلى 236 دولارًا في نفس الفترة من العام الماضي.

تباين التوقعات في أوكرانيا وروسيا
توقعت شركة “ASAP Agri” تراجع محصول القمح الأوكراني بنسبة 3% لموسم 2025-2026، ليصل إلى 21.75 مليون طن، مع انخفاض متوقع في الصادرات إلى 15 مليون طن، نتيجة القيود المفروضة من الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، رفعت وزارة الزراعة الروسية توقعاتها لإنتاج القمح هذا العام إلى 90 مليون طن، بزيادة ملحوظة عن العام السابق.

ضعف الطلب العالمي يضغط على الأسعار
سجلت واردات مصر، أكبر مستورد للقمح عالميًا، تراجعًا بنسبة 30% منذ بداية عام 2025، لتصل إلى 4.9 مليون طن، وهو ما ساهم في تقليل الضغط على الطلب العالمي.

وتشير تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستستورد نحو 20 مليون طن من القمح خلال العام، لكن تهدئة التوترات في المنطقة، خاصة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، قللت من المخاوف بشأن تعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز، وأضعفت بالتالي شهية التخزين والشراء لدى العديد من المستوردين.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى