وفيات بشرية بإنفلونزا الطيور في كمبوديا وسط تحذيرات من ضعف التوعية والممارسات الخطرة

أعلنت السلطات الصحية في كمبوديا تسجيل سبع حالات إصابة بشرية بفيروس إنفلونزا الطيور H5N1 منذ مطلع عام 2025، أسفرت خمس منها عن الوفاة، ما أثار مخاوف جديدة بشأن انتشار الفيروس القاتل.
ويمثل هذا التصاعد استمرارًا لفترة شهدت 16 إصابة بشرية بين عامي 2023 و2024، بعد نحو عشر سنوات من غياب المرض بين البشر. وذكرت وزارة الصحة أن معظم الإصابات تعود إلى سلالة جديدة ناتجة عن إعادة تجميع بين سلالة محلية قديمة (2.3.2.1c) وأخرى عالمية (2.3.4.4b).
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، يبلغ معدل الوفيات من الإصابات البشرية في كمبوديا نحو 60.8%، وهو من أعلى المعدلات على مستوى العالم.
ورغم التحذيرات الرسمية، ما زالت الأسر الريفية تتعامل مع الدواجن المريضة أو النافقة وتستهلكها، إذ أظهرت فرق الاستجابة السريعة أن معظم الضحايا لمسوا الطيور المريضة أو طهوها قبل إصابتهم بالعدوى.
وتسعى وزارة الصحة لنشر الوعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنشورات ووسائل الإعلام المحلية، لكن دراسات حديثة أشارت إلى أن 50% فقط من سكان المناطق الريفية سمعوا بنصائح الوقاية، في حين قال 36.9% فقط إنهم سيلتزمون بها.
وأوضح تقرير بحثي أن الرسائل التوعوية غالبًا ما تكون عامة ولا تقدم خطوات عملية مناسبة لواقع الأسر الفقيرة، كما يشكل غياب نظام تعويض حكومي عند إعدام الدواجن المصابة عائقًا أمام التبليغ المبكر والسيطرة على الفيروس.
وفي القرى الكمبودية، يُعد تناول الدجاج المريض تقليدًا اجتماعيًا يُنظر إليه كوسيلة لتجنب إهدار الطعام، وتُعتبر مشاركة اللحوم – حتى لو كانت غير آمنة – سلوكًا مسؤولًا في ظل نقص الموارد. ويزيد الفقر وارتفاع أسعار البروتين الحيواني من تعقيد الأزمة، مع اعتماد الكثير من الأسر على تربية الدواجن كمصدر رئيسي للغذاء والدخل.
ودعا الخبراء إلى تبني نهج “الصحة الواحدة” الذي يدمج بين الصحة العامة والطب البيطري والزراعة والبيئة، من خلال تحسين قنوات الاتصال المجتمعي، تقديم تعويضات عادلة للمزارعين، دعم بدائل البروتين الآمن، وتشديد الرقابة البيطرية على الدواجن في القرى.