بيطري

إنفلونزا الطيور تهدد صناعة الألبان في كاليفورنيا وسط خسائر وإجراءات مشددة

يواصل فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 تهديده لصناعة الألبان في ولاية كاليفورنيا، أكبر منتج للألبان في الولايات المتحدة، بعد رصد إصابات مؤكدة في عدد كبير من مزارع الأبقار الحلوب منذ مارس 2024.

في مارس الماضي، سُجلت أول إصابة بالفيروس في بقرة حلوب بولاية تكساس، وتلتها حالات مشابهة في كاليفورنيا، ما دفع الجهات البيطرية إلى إطلاق خطة استجابة طارئة. وانخفض إنتاج الحليب في بعض القطعان بنسبة تراوحت بين 20% و30%، كما استغرق تعافي الأبقار المصابة عدة أشهر، مسببًا خسائر اقتصادية ملحوظة.

أطلقت وزارة الزراعة الأمريكية وولاية كاليفورنيا خطة لمكافحة الفيروس، تضمنت فرض فحوصات إلزامية على الأبقار قبل التنقل بين الولايات، وفرض حجر صحي على المزارع المصابة. كما عمّمت وزارة الصحة العامة في كاليفورنيا نشرات توعوية وتوجيهات باستخدام معدات الوقاية الشخصية داخل المزارع، وأعلن الحاكم جافين نيوسوم في ديسمبر 2024 حالة الطوارئ لتسهيل الاستجابة السريعة.

فرضت الولاية مجموعة من الإجراءات داخل مزارع الألبان، شملت حظر المعارض الحيوانية، وتوفير محطات لغسل الأيدي والأحذية، وتركيب خزائن مخصصة لمعدات الوقاية. وأوصى الخبراء بتخصيص أماكن استراحة للعمال بعيدًا عن مواقع التربية، وغسل المركبات قبل دخول المزارع.

أظهرت دراسة حديثة من جامعة كاليفورنيا أن أغلب العاملين في قطاع الألبان لم يتلقوا تدريبًا كافيًا بشأن فيروس H5N1، حيث لم يحصل سوى واحد من كل ثلاثين عاملًا على شرح واضح حول مخاطر العدوى البشرية. ودعت الطبيبة البيطرية أنيت جونز إلى تكرار الرسائل التوعوية وتوفير الدعم الفوري للعاملين، مؤكدة أن “فهم المخاطر هو خط الدفاع الأول لمنع انتقال الفيروس”.

يحذر خبراء الصحة من احتمال تحور فيروس H5N1 ليصبح قادرًا على الانتقال بين البشر. ويرى الباحثون أن الاستمرار في تطبيق الإجراءات الوقائية أمر حاسم لتقليل هذا الخطر، مشيرين إلى أن انتشار الفيروس بين الأبقار قد يزيد من فرص حدوث طفرة جديدة، مما يعزز أهمية حماية العاملين ومراقبة حركة الحيوانات باستمرار.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى