جفاف وتصحر يهددان الزراعة في جنوب سوريا وسط غياب الدعم

تواجه الزراعة في جنوب سوريا، خاصة في درعا والسويداء والقنيطرة، أزمة حادة بسبب انخفاض الأمطار، وارتفاع أسعار المستلزمات، وتدهور الوضع الأمني، ما أدى إلى خسارة المزارعين لأراضيهم في ظل غياب الحلول الرسمية.

قال خالد العلي، مزارع من ريف درعا، إن الأرض «تتشقق من العطش» لأول مرة منذ أربعة عقود، مشيرًا إلى فقدان أكثر من 200 دونم من القمح هذا الموسم بسبب شح المياه.

وذكر مسؤول في مديرية الزراعة بدرعا أن الهطول لم يتجاوز 113 ملم، منخفضًا بنسبة 60% عن العام الماضي، موضحًا أن 55% من الأراضي المروية صارت بعلية، و38% من الأراضي الزراعية تحولت إلى بور.

تراجع الغطاء النباتي بشكل كبير، فانخفض عدد أشجار الزيتون من ستة ملايين قبل 2012 إلى 3.5 ملايين حاليًا، وأشجار العنب من مليوني شجرة إلى 328 ألفًا فقط نتيجة الجفاف وملوحة المياه.

في قرية جاسم، حفر المزارعون آبارًا بعمق 40 مترًا لإنقاذ الأشجار، لكن المياه الكلسية أضرت بالجذور. ووصف محمد الصلخدي التربة بأنها «تحتضر»، معتبرًا موت كل شجرة خسارة لعشرات السنين من العمل.

في بعض القرى مثل خبب، أعاد الأهالي إحياء الآبار الرومانية لتجميع مياه الأمطار. في السويداء، تضرر إنتاج التفاح والعنب بشدة، وقال عمر المفادي إن شجرة التفاح تحتاج 120 لترًا يوميًا، بينما «ثمن المياه يفوق قيمة المحصول»، مشيرًا إلى أن تكلفة العناية بدونم التفاح وصلت إلى ملايين الليرات.

للتأقلم مع الأزمة، اتجه بعض المزارعين إلى «زراعة الظل» تحت الأشجار أو داخل المغارات لتقليل استهلاك المياه، أو زراعة الفطر والنباتات العطرية التي تستهلك 20% فقط من مياه الخضروات. وأوضح فراس حرب أن هذه المحاصيل تباع للصيدليات لإنتاج الأدوية العشبية وتوفر دخلًا مقبولًا.

كما انتشرت في السويداء الزراعة الأثيرية باستخدام الأنابيب البلاستيكية على الأسطح. وأوضح المهندس عصام حمندي أن هذه الطريقة تناسب المناطق المهددة بالتصحر، محذرًا من أن 65% من الأراضي الزراعية في درعا والسويداء مهددة بالفقدان خلال خمس سنوات.

وأكد مصدر في مديرية الزراعة بالسويداء أن الميزانية الحالية لا تغطي سوى 2% من الاحتياجات، مشيرًا إلى ترك الفلاحين دون دعم للأسمدة أو البذور المعدلة رغم التغيرات المناخية القاسية.