زراعة

جفاف الحسكة يهدد الأمن الغذائي ويُخرج الزراعة من الخدمة

تشهد محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا أزمة زراعية غير مسبوقة نتيجة جفاف شديد، أدى إلى شلل شبه كامل في الموسم الزراعي الحالي، مما يهدد آلاف العائلات التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق.

محاصيل بعلية خارج الخدمة
تسببت ندرة الأمطار في خروج كامل للمحاصيل البعلية من دائرة الإنتاج، فيما سجلت المحاصيل المروية إنتاجًا متواضعًا. حيث زُرع نحو 367,900 هكتار من القمح البعلي دون حصاد، و333,700 هكتار من الشعير البعلي دون إنتاج فعلي.

إنتاج ضعيف رغم الري
أما بالنسبة للزراعة المروية، فبلغ إنتاج القمح نحو 144 ألف طن من مساحة 95,600 هكتار، بمتوسط 150 كجم للدونم. كما بلغ إنتاج الشعير المروي حوالي 27 ألف طن من مساحة 20,600 هكتار.

شهادات من المزارعين
قال المزارع أبو محمد: “زرعت 50 ألف دونم هذا الموسم، وكلها دُمّرت بسبب الجفاف. لا دعم ولا قدرة على شراء الوقود أو البذار للموسم القادم”. وأضاف مزارع من تل حميس: “الزراعة مصدر رزقي الوحيد، وإذا انتهت، لا أعرف إلى أين أذهب”.

حتى الأراضي المروية متأثرة
الأراضي المروية لم تكن بمعزل عن التأثر، حيث قال المزارع أبو خالد إنه اضطر لري أرضه سبع مرات هذا الموسم، لكن انخفاض منسوب المياه إلى 60 مترًا جعل كلفة الضخ عالية، فيما لم يكن المحصول بالجودة المطلوبة.

خطر مجاعة ونزوح وشيك
يحذر مزارعو الحسكة من تفاقم الأزمة إلى حد قد يؤدي إلى مجاعة محلية ونزوح جماعي، في ظل غياب الدعم الرسمي أو خطط إنقاذ فاعلة.

الزراعة على حافة الانهيار
تلعب الزراعة دورًا أساسيًا في اقتصاد الحسكة، ومع استمرار الأزمة دون تدخل عاجل، يواجه القطاع خطر الانهيار الكامل، مما يهدد الأمن الغذائي المحلي.

مطالب عاجلة من الميدان
يطالب المزارعون والمنظمات المجتمعية بـ:

  • صرف تعويضات فورية للمتضررين.
  • خفض أسعار السماد والبذار والوقود.
  • إيجاد حلول دائمة لأزمة المياه.
  • إطلاق برامج لتأهيل المزارعين للتعامل مع التغير المناخي.

تحذير يتجاوز الحدود المحلية
أزمة الحسكة تمثل جرس إنذار لباقي المناطق السورية. فمع تصاعد تأثيرات التغير المناخي وضعف الاستثمار الزراعي، بات إنقاذ القطاع ضرورة وطنية للحفاظ على الاستقرار والأمن الغذائي.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى