د عاطف كامل يكتب: مخاطر إنقراض الحيوانات البرية على التنوع البيولوجى والنظم البيئية

خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة
التنوع البيولوجي هو تنوع الحياة في بيئة أو نظام بيئي معين. ويشمل تنوع الأنواع، والتباين الجيني داخل الأنواع، وتنوع النظم البيئية نفسها. يعزز التنوع البيولوجي العالي إنتاجية النظام البيئي واستقراره ومرونته.
ويلعب كل نوع، مهما كان صغيرًا دورًا فريدًا في الحفاظ على توازن نظامه البيئي وسلامته.إن الحفاظ على التنوع البيولوجي يساعد الحفاظ على الحيوانات البرية على الحفاظ على التنوع البيولوجي، وهو أمر ضروري لاستقرار النظم البيئية وحماية صحة الإنسان.
الحفاظ على الحيوانات البرية يضمن استمرار الخدمات التي تقدمها النظم البيئية لنا، مثل إنتاج الغذاء وتوفير الأدوية، الأخلاقية والروحية: الحفاظ على الحياة البرية هو واجب أخلاقي وإنساني، كما أنه يساهم في إثراء تجربتنا الروحية والجمالية. إن انقراض الحيوانات البرية له عواقب وخيمة على النظم البيئية وصحة الكوكب، بما في ذلك فقدان التنوع البيولوجي، وتأثيرات سلبية على صحة الإنسان، وتهديد للأمن الغذائي.
وتشمل التأثيرات على النظم البيئية الأتى:
- خلل في التوازن البيئي: يؤدي انقراض الحيوانات إلى اختلال العلاقات بين الكائنات الحية، مثل علاقات المفترس والفريسة، مما قد يؤدي إلى زيادة أعداد بعض الأنواع وتناقص أخرى.
- فقدان التنوع البيولوجي: حيث يؤثر انقراض الحيوانات على التنوع البيولوجي، وهو أمر ضروري لاستقرار النظم البيئية.
- تدهور الموائل: يمكن أن يؤدي انقراض الحيوانات إلى تدهور الموائل، مثل الرعي الجائر للنباتات أو تدمير الموائل المتخصصة.
- تأثيرات متتالية: قد يؤدي انقراض نوع واحد إلى انقراض أنواع أخرى تعتمد عليه، مثل الملقحات التي تعتمد عليها النباتات في التكاثر.
التأثيرات على صحة الإنسان:
- فقدان الملقحات: انقراض الحيوانات الملقحة، مثل النحل، يمكن أن يؤثر على إنتاج الغذاء.
- فقدان مصادر الأدوية: إن العديد من الأدوية تأتي من النباتات والحيوانات، وفقدانها يهدد إمكانية الحصول على علاجات مهمة.
- تهديد الأمن الغذائي: انقراض الحيوانات يؤثر على إنتاج الغذاء والنظم الغذائية، مما يهدد الأمن الغذائي.
- فقدان مصادر الرزق: فقدان الحيوانات البرية قد يؤثر على سبل عيش المجتمعات التي تعتمد على الصيد أو السياحة البيئية.
أسباب انقراض الحيوانات:
- تدمير الموائل: تعتبر إزالة الغابات، والتوسع العمراني، والزراعة المكثفة من أهم أسباب تدمير الموائل.
- الصيد الجائر: يؤدي الصيد الجائر إلى استنزاف أعداد الحيوانات البرية، خاصة الأنواع المهددة بالانقراض.
- التلوث: التلوث البيئي، سواء كان تلوثًا للهواء أو الماء أو التربة، يؤثر سلبًا على صحة الحيوانات وقدرتها على البقاء.
- تغير المناخ: تغير المناخ يؤثر على توزيع الحيوانات وموائلها، ويهدد بقاء العديد من الأنواع.
أهمية الحفاظ على الحيوانات البرية:
- الحفاظ على التنوع البيولوجي: يساعد الحفاظ على الحيوانات البرية على الحفاظ على التنوع البيولوجي، وهو أمر ضروري لاستقرار النظم البيئية.
- حماية صحة الإنسان: الحفاظ على الحيوانات البرية يضمن استمرار الخدمات التي تقدمها النظم البيئية لنا، مثل إنتاج الغذاء وتوفير الأدوية.
- الأخلاقية والروحية: الحفاظ على الحياة البرية هو واجب أخلاقي وإنساني، كما أنه يساهم في إثراء تجربتنا الروحية والجمالية
وختاماً لانقراض الأنواع الحيوانية عواقب وخيمة تتجاوز مجرد الفقدان الفوري للتنوع البيولوجي. فهو يُخلّ بالتوازن البيئي، ويُقلّل من خدمات النظم البيئية، ويُقوّض التنوع الجيني، وقد يُخلّف آثارًا اقتصادية وثقافية جسيمة.
علاوة على ذلك، يُمكن أن يُؤدي إلى آثار مُتتالية تُفاقم زعزعة استقرار النظم البيئية وتُتيح المجال أمام الأنواع الغازية. لا تقتصر حماية التنوع البيولوجي على الحفاظ على الأنواع الفردية فحسب، بل تشمل أيضًا الحفاظ على صحة واستقرار الكوكب بأكمله.
وبينما نُواصل مُواجهة تحديات التغير البيئي، تتضح أهمية الحفاظ على عالمنا الطبيعي أكثر فأكثر. ولا يُمكننا إلا من خلال تضافر الجهود العالمية أن نأمل في التخفيف من آثار الانقراض وحماية مستقبل أنظمتنا البيئية. فمن خلال فهم أسباب وعواقب انقراض الأنواع ومعالجتها، يُمكننا العمل على تعايش أكثر استدامةً وتناغمًا مع العالم الطبيعي.
وهذا يتطلب جهدًا جماعيًا من الأفراد والمجتمعات والحكومات والمنظمات الدولية. ومن خلال التثقيف وتغيير السياسات وتدابير الحفظ الاستباقية، يُمكننا حماية التنوع البيولوجي الضروري لصحة ورفاهية جميع الكائنات الحية على الأرض.