تعاون عربي مصري لتطوير زراعة القمح ومواجهة التصحر والتغيرات المناخية

قال الدكتور نصرالدين العبيد، مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، إن هناك تعاونًا مع مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء التابعين لوزارة الزراعة المصرية لتنفيذ مشروع لاستنباط أصناف من قمح الخبز تتحمل الملوحة وتتكيف مع التغيرات المناخية.

وأوضح العبيد، خلال اجتماعات المنظمات العربية التابعة لجامعة الدول العربية، أن المشروع يستهدف تقييم مدى تحمل الأصناف المعتمدة حديثًا في «أكساد» للإجهادات الملحية، وتحديد نسب الملوحة المناسبة، إلى جانب دراسة تأثيرها على الصفات الإنتاجية للقمح وترشيد استهلاك المياه العذبة.

وأشار إلى أن «أكساد» يعمل أيضًا على تحسين إدارة استخدام المياه الرمادية في الزراعة بالمناطق الجافة وشبه الجافة، من خلال إنشاء وتشغيل وحدات معالجة المياه الرمادية واستخدامها في ري الحدائق العامة والمدرسية والمنزلية لتقليل استهلاك المياه العذبة.

كما لفت إلى تنفيذ مشروع عربي لمراقبة العواصف الرملية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والنمذجة العلمية، لتحديد مصادرها وتحليل بياناتها.

وفي سياق التكيف مع التغيرات المناخية، ذكر العبيد أن المركز يتابع مشروع التوسع في الأحزمة الخضراء في الوطن العربي، بعد تحديث وثيقته لتتوافق مع المبادرات الإقليمية والدولية مثل «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» بهدف خفض الانبعاثات وزيادة المساحات الخضراء.

وأكد العبيد استمرار متابعة الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر ودعم التنسيق العربي لتوحيد المواقف في هذا المجال، مع التركيز على التخطيط للتخفيف من آثار الجفاف، خاصة مع توقعات تغير المناخ الزراعي شمالًا في معظم الدول العربية وجنوبًا في السودان والصومال، وارتفاع درجات الحرارة وتراجع الأمطار في العقود المقبلة.

وأشار إلى أن «أكساد» يجري دراسات موسعة عن خصائص الرمال والمياه بالتعاون مع مجموعة المناصير في الأردن لتقليل الإجهاد المائي، إلى جانب تقدير معدلات الانجراف الريحي للتربة في الدول العربية باستخدام البيانات الرقمية والنمذجة الفضائية.

وأضاف أنه يتم تنفيذ مشروع لرصد تغيرات الغطاء النباتي وتحديد المناطق المتدهورة بيئيًا، حيث أظهرت الدراسات وجود تدهور خفيف جدًا يغطي نحو 27.9% من إجمالي مساحة الدول العربية.

وفي الكويت، أوضح العبيد أنه يجري تنفيذ مشروع لتقدير تدهور الأراضي يشمل الدراسات الحقلية، مسح الغطاء النباتي، والدراسات الاجتماعية والاقتصادية، تمهيدًا لإعداد التقرير الفني النهائي.

وأكد في ختام تصريحاته أن جميع مشروعات «أكساد» تهدف إلى دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصًا حماية البيئة، مكافحة التصحر، وتعزيز الأمن الغذائي في الدول العربية.