تحذيرات من الري وقت الظهيرة وخسائر محتملة في الإنتاج والمياه

حذر الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، من خطورة الري وقت الظهيرة، خاصة خلال شهري أبيب ومسرى، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة وتأثيراتها السلبية على المحاصيل الزراعية.
تبخر المياه وإجهاد النباتات
وأوضح فهيم أن الري خلال فترات الذروة يؤدي إلى تبخر أكثر من 45% من المياه قبل وصولها لجذور النباتات، وفقًا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، كما يتسبب في إجهاد حراري شديد للنبات، مما يعطل عمليات البناء الضوئي وامتصاص العناصر الغذائية.
أمراض فطرية تهدد التربة والمحاصيل
وأشار إلى أن الري وقت الظهيرة يرفع رطوبة التربة السطحية، مما يهيئ بيئة مثالية لنمو الفطريات المسببة لتعفن الجذور، مثل الفيوزاريوم والريزوكتونيا. كما يؤدي ذلك إلى استهلاك طاقة ضخ كبيرة دون فائدة زراعية تذكر.
أفضل أوقات الري وتوصيات فنية
أوصى المعهد الدولي لإدارة المياه بالري بين الساعة 4 إلى 9 صباحًا، أو من 6 مساءً حتى منتصف الليل. وأكد فهيم أهمية اعتماد نظم الري بالتنقيط واستخدام حساسات رطوبة لتحديد كميات المياه بدقة، مع التسميد في الصباح لضمان أفضل امتصاص للعناصر الغذائية.
نتائج تجريبية تؤكد فعالية الري المنظم
أظهرت تجارب مركز البحوث الزراعية نتائج إيجابية عند الري صباحًا أو مساءً، منها:
- الطماطم: زيادة الإنتاج بنسبة 18% وتوفير 27% من المياه.
- القمح: ارتفاع الإنتاجية بنسبة 11.5% في محطة سخا عند الري فجرًا.
- الذرة الشامية: تحسن الإخصاب في غرب المنيا صباحًا، مقابل انخفاض بنسبة 40% وقت الظهيرة.
- الزيتون: زيادة نسبة الزيت من 8 إلى 10% عند الري فجرًا أو بعد الغروب.
الري وقت الظهيرة مسموح في حالتين فقط
حدد فهيم حالتين يُسمح فيهما بالري وقت الظهيرة:
- مشاتل الفراولة: للرش الخفيف بهدف التبريد.
- أنظمة الطاقة الشمسية: بشرط تقليل جرعة المياه واستخدام حمض الفولفيك ونترات الماغنسيوم لدعم النباتات.
رسالة للمزارعين
شدد فهيم على أن “الزراعة علم لا يحتمل العشوائية”، محذرًا من الاعتماد على المعلومات المغلوطة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن اتخاذ قرارات خاطئة قد يؤدي إلى خسارة موسم زراعي كامل.