عودة دودة الحلزون تُجمد صادرات الماشية المكسيكية وتُثير مخاوف أميركية من انتشار الطفيلي

تواجه المكسيك أزمة متصاعدة في قطاع الثروة الحيوانية، بعد عودة انتشار دودة الحلزون في ولاياتها الجنوبية، مما دفع الولايات المتحدة إلى تعليق واردات الماشية مجددًا خلال هذا الشهر، خشية انتقال الطفيلي آكل اللحم إلى أراضيها، وتحديدًا ولاية تكساس.
انتشار سريع في تشياباس وسط غياب الدعم
في ولاية تشياباس الحدودية مع غواتيمالا، تفاجأ مربو الماشية بعودة تفشي الذباب الحامل ليرقات دودة الحلزون بوتيرة متسارعة، مسترجعين تجارب مؤلمة من تفشيات سابقة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وقال الطبيب البيطري ألفريدو تشافيز، الذي عالج أكثر من 12 حالة الشهر الماضي، إن الاستجابة الرسمية كانت محدودة للغاية، حيث وفرت الحكومة فقط أنابيب جمع العينات وبعض التعليمات.
ذباب معقم… لكن الإنتاج مؤجل للعام المقبل
وفي محاولة للسيطرة على الوضع، أطلقت الحكومة المكسيكية، بدعم أميركي، مشروعًا لإنشاء مصنع لإنتاج ذباب معقم في ولاية تشياباس، بهدف وقف انتشار الطفيلي. إلا أن المصنع لن يدخل الخدمة قبل العام المقبل، مما يُبقي الأزمة دون حل فوري.
تكاليف مرتفعة وعلاجات بديلة خطرة
مع ارتفاع أسعار العلاجات البيطرية اللازمة لمكافحة اليرقات، لجأ بعض المزارعين إلى وسائل بديلة مثل استخدام البنزين أو الجير على الجروح، ما يُعرض الحيوانات لمخاطر صحية إضافية.
وأكدت التقارير أن السيطرة على العدوى تتطلب مراقبة دقيقة وعلاجًا دوريًا، لأن أي جرح بسيط قد يجذب الذباب ويؤدي إلى الإصابة.
إصابات تمتد للحيوانات الأليفة وزيادة الضغط البيطري
لم تقتصر الإصابات على الماشية، بل سُجلت حالات لدى الخنازير والأغنام والكلاب والقطط، ما زاد من الضغط على الأطباء البيطريين والمربين في المناطق المتضررة.
مخاوف أميركية من انتقال العدوى إلى تكساس
وفي مايو الماضي، علقت الولايات المتحدة مؤقتًا استيراد الماشية من المكسيك بعد اكتشاف إصابة في ولاية فيراكروز. ورغم تخصيص جزء من الإنتاج للاستهلاك المحلي، إلا أن المخاوف من انتقال الذبابة إلى ولاية تكساس دفعت واشنطن إلى تشديد القيود.
توعية محدودة ودعم حكومي غائب
وقال إيدي فالنسيا سانتوس، مشرف بإحدى المزارع، إن زيارات التوعية التي نفذتها السلطات لم تكن كافية، إذ لم تشمل تقديم أدوية أو دعم مالي.
وأضاف: “نتذكر حملات رش الذباب المعقم في الماضي… لكنها اليوم مكلفة وصعبة التنفيذ”.
صادرات مجمدة وخسائر مرتقبة
أدى تفشي دودة الحلزون إلى تجميد شامل لصادرات الماشية المكسيكية إلى الولايات المتحدة، ما يُنذر بخسائر اقتصادية كبيرة للمربين، ويهدد استقرار السوق الإقليمي للحوم.