بيطري

الحمى القلاعية تعمّق أزمة مزارع التسمين في جنوب أفريقيا وتعطّل صادرات اللحوم

تواجه مزارع التسمين في جنوب أفريقيا ضغوطًا غير مسبوقة نتيجة تفشي مرض الحمى القلاعية المستمر منذ عدة أشهر، في ظل تصاعد الخسائر التشغيلية والمالية، وتعليق صادرات اللحوم من قبل عدة دول شريكة.

تعليق الصادرات يعزل المنتجين
أدى تفشي المرض إلى توقف واردات اللحوم والمنتجات الحيوانية من جنوب أفريقيا إلى دول مثل زيمبابوي، ناميبيا، بوتسوانا، والصين، مما تسبب في عزلة شبه تامة للمنتجين عن الأسواق الرسمية وتعطل سلاسل التوريد الحيوية.

وأوضح ديوالد أوليفييه، الرئيس التنفيذي لشركة خدمات صناعة اللحوم الحمراء، أن القيود المفروضة على حركة الماشية في المناطق المتأثرة بالوباء تسببت في تكدّس الحيوانات الجاهزة للذبح داخل المزارع، وسط عجز في تصريفها إلى المسالخ أو أسواق التصدير.

تكاليف متصاعدة وبروتوكولات صارمة
وأشار أوليفييه إلى أن المزارع اضطرت إلى تطبيق تدابير أمن حيوي مشددة، تشمل فصل الحيوانات، وتعقيم المزارع، وتكثيف الإشراف البيطري، ما أدى إلى ارتفاع الكلفة التشغيلية وتعميق الأزمات المالية.
وقال: “نواجه ضغوطًا كبيرة في التدفق النقدي بسبب تأخر المبيعات وارتفاع تكلفة الرعاية الصحية للحيوانات”.

سوق مرتبك وأسعار متقلبة
وفي الوقت الذي حافظ فيه بعض تجار التجزئة على توفير اللحوم محليًا، إلا أن القيود المفروضة على حركة الماشية أدت إلى تقلبات حادة في الأسعار، حيث انخفضت في مناطق انتشار المرض نتيجة فائض المعروض، بينما ارتفعت في مناطق أخرى بسبب نقص الإمدادات.

وحذر أوليفييه من استمرار الأزمة، مؤكدًا أن غياب استراتيجية وطنية شاملة قد يُبقي السوق في حالة اضطراب لفترة طويلة.

استجابة حكومية محدودة التأثير
بدورها، أعلنت الحكومة بدء حملة تطعيم جماعي ضد المرض في إقليم جوتنج، حيث صرّح وزير الزراعة جون ستينهويسن بأن الدولة خصصت 43 مليون راند لشراء اللقاحات، واستلمت أول دفعة تضم 900 ألف جرعة، على أن يتم استكمالها بدفعات لاحقة.

إلا أن أوليفييه وصف الاستجابة الحكومية بأنها “فعالة جزئيًا”، مشيرًا إلى أنها تعاني من ضعف في التنسيق وغياب نهج استراتيجي متكامل، مما يحد من فعاليتها في احتواء انتشار الحمى القلاعية وإنقاذ قطاع الثروة الحيوانية من مزيد من الخسائر.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى