د إيمان محروس تكتب: تحقيق التنمية المستدامة 2030 يرتبط بالتكامل بين الزراعة والطب البيطري

باحث اول – وحدة السل – قسم بحوث البكتريولوجي- معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية
نبذه عن التنمية المستدامة:
التنمية المستدامة تُعرف بأنها عملية تطوير تهدف إلى تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها.
يستخدم مصطلح الاستدامة على نطاق واسع للإشارة الي البرامج والمبادرات والإجراءات التي تهدف الى
الحفاظ على مورد معين. وتشير الاستدامة الى أربع مجالات مميزه، وتسمي (الركائز الأربع للاستدامة (وهي:
أولا: الإستدامة البشرية: تهدف الى الحفاظ على الثروة البشرية في المجتمع، وتشتمل على تطوير المهارات والقدرات البشرية واستدامتها وتعزيز رفاهية الاشخاص والمجتمع.
ثانيا: الإستدامة الاجتماعية: تهدف الى الحفاظ على الثروات الاجتماعية، ويتضمن هذا المفهوم رؤية اوسع للعالم
فيما يتعلق بالحفاظ على المجتمعات وتماسكها وثقافتها في ظل العولمة، بجانب المساواة الاجتماعية.
ثالثا: الإستدامة الاقتصادية: تهدف الى الحفاظ على استقرار وجودة النمو الاقتصادي.
رابعا: الإستدامة البيئية: تهدف الى تحسين رفاهية الإنسان من خلال حماية الثروات الطبيعية مثل (الأرض،
الهواء، الماء، المعادن وما إلى ذلك)
وتعتمد التنمية المستدامة على تحقيق توازن دقيق بين ثلاثة أبعاد رئيسية:
1-البعد البيئي: الحفاظ على البيئة من خلال إدارة الموارد الطبيعية بشكل مسؤول، وتقليل التلوث، وحماية الأنظمة البيئية.
2-البعد الاقتصادي: دعم النمو الاقتصادي من خلال تعزيز الابتكار والإنتاجية، مع تقليل الاستنزاف غير المستدام للموارد.
3-البعد الاجتماعي: تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تحسين جودة الحياة، وضمان حقوق الإنسان، وتوفير فرص متساوية في التعليم والرعاية الصحية.
أهداف التنمية المستدامةSDGs) 2030 ):
تتضمن “أهداف التنمية المستدامة 17 هدفا، وتتلخص تلك الاهداف في عدد من النقاط الرئيسية، سيتم
ايجازها فيما يلي:
1 -القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كافة ارجاء العالم. –
2 -القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي وتحسين جودة الزراعة المستدامة.
3 -ضمان حياة صحية للجميع، وتعزيز الرفاهية.
4 -ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدي الحياة للجميع.
5 -تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين الإناث.
6 -ضمان توافر المياه، وخدمات الصرف الصحي واستدامتها للجميع.
7 – ضمان وصول خدمات الطاقة المتجددة المستدامة للجميع، بأسعار مناسبة. –
-8 تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، وتوفير سبل الحياة الكريمة للجميع.
-9 اقامة بنية تحتية مرنة مستقرة تعزز التصنيع والنمو الشامل والمستدام وتعزز الابتكار.
-10 تقليل عدم المساواة داخل الدول، وبين الدول بعضها البعض.
-11 جعل جميع المستوطنات البشرية بأشكالها المتنوعة آمنه ومرنه بشكل مستدام.
-12 ضمان وجود انتاج مستدام وانماط استهلاك مناسبة.
-13 اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لتغير المناخ والآثار الناجمة عنه.
-14 المحافظة على المسطحات المائية والحد من تلوثها واستخدامها علي نحو يحقق التنمية المستدامة.
-15 حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام، إدارة الغابات بشكل.
مستدام مكافحة التصحر، وقف تدهور الأراضي واستصلاحها، وقف فقدان التنوع البيولوجي.
-16 العدالة للجميع، من خلال إنشاء مجتمعات لا يهمش فيها أحد وفيها يخضع الجميع للمحاسبة على كافة
المستويات من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
-17 تعزيز وسائل تنفيذ وإعادة تنشيط المشاركة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
التنمية المستدامة والطب البيطري:
التنمية المستدامة والطب البيطري مرتبطان بشكل وثيق، حيث يلعب الطب البيطري دورًا حيويًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويتمثل في الآتي:
- الصحة العامة: يساهم الطب البيطري في الوقاية من الأمراض الحيوانية التي قد تنتقل إلى البشر (مثل الأمراض المشتركة)، مما يعزز الصحة العامة.
- الأمن الغذائي: من خلال تحسين صحة الحيوانات وزيادة إنتاجيتها، يدعم الطب البيطري توفير الغذاء المستدام.
- 3. الحفاظ على التنوع البيولوجي: يساهم في حماية الأنواع المهددة بالانقراض من خلال الرعاية الصحية للحيوانات البرية.
- 4. الإستدامة البيئية: يدعم الطب البيطري ممارسات الزراعة المستدامة التي تقلل من التأثير البيئي.
الزراعة والطب البيطري والتنمية المستدامة:
التكامل بين الطب البيطري والزراعة يحقق أهداف التنمية المستدامة وإلى تحسين إنتاجية الموارد الزراعية والحيوانية بشكل مستدام. فيما يلي أبرز هذه الأشكال وهي إدارة صحة الحيوانات الزراعية، استغلال النفايات الحيوانية والزراعية، تحسين جودة الأعلاف، تنويع الإنتاج الزراعي والحيواني والتكنولوجيا والابتكار.
- إدارة صحة الحيوانات الزراعية:
– رعاية الحيوانات الزراعية من خلال تقديم الرعاية الصحية الوقائية مثل اللقاحات والتغذية السليمة.
– الحد من الأمراض التي تؤثر على الحيوانات والمحاصيل عبر تحسين بيئة الزراعة وتقليل الملوثات.
- إستغلال النفايات الحيوانية والزراعية:
– تحويل المخلفات العضوية إلى أسمدة طبيعية لتحسين جودة التربة.
– إنتاج الغاز الحيوي من المخلفات الحيوانية كبديل للوقود الأحفوري.
- تحسين جودة الأعلاف:
– إستخدام المخلفات الزراعية مثل القش والحبوب غير المستخدمة لتصنيع أعلاف مغذية وصديقة للبيئة.
– تعزيز صحة الحيوانات من خلال توفير أعلاف متوازنة ترفع من إنتاجيتها.
- تنويع الإنتاج الزراعي والحيواني:
– دمج المزارع التي تجمع بين إنتاج المحاصيل وتربية الحيوانات لتحقيق التوازن البيئي والاقتصادي. وكذلك زراعة نباتات تغذي الحيوانات وتكون جزءاً من دورة إنتاج مستدامة.
- التكنولوجيا والإبتكار:
– استخدام التكنولوجيا لتطوير أساليب الزراعة والطب البيطري مثل الزراعة الذكية والطب البيطري الرقمي.
– مراقبة صحة الحيوانات والمحاصيل عبر أنظمة الإستشعار لتحسين الإنتاجية وتقليل الهدر.
الحفاظ على الطاقة من مخلفات الزراعة والطب البيطري:
وذلك من خلال تحويل هذه المخلفات إلى مصادر طاقة متجددة، مما يقلل من الهدر ويساهم في التنمية المستدامة. ويوجد العديد من الطرق لتحقيق ذلك ومنها (إنتاج الغاز الحيوي، إنتاج الوقود الحيوي، التسميد العضوي، إدارة النفايات مستدامة).
- 1. إنتاج الغاز الحيوي (Biogas):
إنتاج الغاز الحيوي هو عملية تعتمد على تحلل المخلفات العضوية، مثل المخلفات الزراعية والحيوانية، بواسطة كائنات دقيقة في بيئة خالية من الأكسجين (التحلل اللاهوائي). هذه العملية تؤدي إلى تكوين خليط من الغازات، أهمها الميثان وثاني أكسيد الكربون، والذي يمكن استخدامه كمصدر طاقة متجدد.
أ) فوائد إنتاج الغاز الحيوي:
1- تقليل التلوث: تخفيض كمية المخلفات العضوية التي تُسبب تلوثًا بيئيًا.
2- مصدر طاقة متجدد: الميثان الناتج يُستخدم كوقود بديلاً عن الوقود الأحفوري.
3- تحسين الزراعة: السماد العضوي الناتج يُعزز خصوبة التربة.
4- خفض الانبعاثات: تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن حرق الوقود التقليدي.
ب) إستخدامات الغاز الحيوي:
– تشغيل المولدات الكهربائية.
– استخدامه كوقود في المركبات.
– الطهي والتدفئة.
- 2. إنتاج الوقود الحيوي (Biofuels):
إنتاج الوقود الحيوي هو وسيلة مستدامة لتحويل المواد العضوية إلى مصادر طاقة بديلة للوقود الأحفوري. يعتمد هذا الوقود على مخلفات زراعية وحيوانية ومواد نباتية أخرى، ويشمل أنواعًا متعددة وتقنيات مختلفة.
ا) -أنواع الوقود الحيوي:
- الإيثانول الحيوي:
– يتم إنتاجه من مواد تحتوي على نسبة عالية من السكر أو النشا، مثل الذرة، قصب السكر، أو البطاطس و ُيستخدم عادةً كإضافة للبنزين لخفض الانبعاثات الكربونية.
- الديزل الحيوي (Biodiesel):
– يُصنع من زيوت نباتية (مثل زيت الجاتروفا والجوجوبا) أو دهون حيوانية.
– يُستخدم في محركات الديزل ويعد بديلاً نظيفًا للوقود التقليدي.
- الغاز الحيوي (Biogas):
– يتم إنتاجه من تخمر المواد العضوية (مثل المخلفات الحيوانية والزراعية) في بيئة خالية من الأكسجين ويُستخدم للطهي، التدفئة، أو توليد الكهرباء.
- الزيت الحيوي (Bio-oil):
– يتم إنتاجه من تسييل المواد العضوية (Thermal Liquefaction) تحت ضغط وحرارة عاليين ويُستخدم كوقود بديل في الصناعات أو محطات توليد الطاقة.
ب) فوائد الوقود الحيوي:
1- تقليل التلوث البيئي: لأنه ينتج انبعاثات أقل من الوقود الأحفوري.
2- توفير الطاقة المتجددة: يساهم في تحقيق الاستقلالية في قطاع الطاقة.
3- إعادة تدوير المخلفات: تقليل كمية النفايات بإعادة استخدامها في إنتاج الوقود.
- التسميد العضوي:
التسميد العضوي هو عملية طبيعية يتم فيها تحويل المواد العضوية مثل مخلفات الزراعة والمخلفات الحيوانية إلى سماد طبيعي غني بالعناصر الغذائية. هذا السماد يساهم في تحسين جودة التربة، تعزيز إنتاجية المحاصيل، وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية.
ا) أنواع المواد المستخدمة في التسميد العضوي:
- المخلفات الزراعية: بقايا المحاصيل مثل قش الأرز، وسيقان الذرة، الأوراق الجافة وبقايا تقليم الأشجار.
- المخلفات الحيوانية: روث الحيوانات مثل الأبقار والماشية وفضلات الطيور الداجنة.
- المخلفات العضوية الأخرى: بقايا الطعام ونشارة الخشب والورق غير المعالج.
ب) فوائد التسميد العضوي:
- تحسين التربة: يزيد من خصوبتها، ويحسن بنية التربة، ويعزز قدرتها على الاحتفاظ بالماء.
- تقليل التلوث: يقلل من تراكم المخلفات الزراعية والحيوانية ويحافظ على البيئة.
- تعزيز نمو المحاصيل: يوفر العناصر الغذائية اللازمة للنباتات مثل النيتروجين، الفوسفور، والبوتاسيوم.
- الإستدامة البيئية: يقلل من استخدام الأسمدة الكيميائية التي قد تؤدي إلى تلوث المياه والتربة.
ج) أمثلة عملية لتطبيق التسميد العضوي:
- 1. في المزارع الصغيرة: يمكن للمزارعين جمع مخلفات المحاصيل وروث الحيوانات وصنع كومة سماد تقليدية لاستخدامها في تعزيز تربة الحقل.
- 2. على نطاق صناعي: بعض المنشآت الزراعية الكبيرة تنشئ وحدات تحلل لاهوائية حديثة تستخدم كميات كبيرة من المخلفات لإنتاج السماد العضوي والغاز الحيوي معًا.
- 3. في المنازل: يمكن استخدام مخلفات المطبخ مثل قشور الفواكه والخضراوات وبقايا الطعام لصنع سماد عضوي صغير في حدائق المنازل.
- 4. مشاريع زراعية مستدامة: في برامج التنمية الريفية، يتم تدريب المجتمعات المحلية على تحويل النفايات الزراعية إلى سماد عضوي لتحسين التربة وزيادة الإنتاجية الزراعية.
- 5. دمج التسميد مع أنظمة الزراعة المائية: في الزراعة الحديثة، يمكن استخدام السماد العضوي المذاب لتوفير المغذيات للنباتات المزروعة في أنظمة الزراعة المائية.
فوائد تطبيقات التسميد العضوي:
1- تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية.
2- تقليل كمية النفايات الصلبة المرسلة إلى مكبات القمامة.
3- تقليل استخدام الأسمدة الكيميائية الضارة بالبيئة.
- 4. إدارة النفايات المستدامة:
الإدارة المستدامة للنفايات تعتبر استراتيجية شاملة تهدف إلى تقليل التأثير السلبي للنفايات على البيئة والمجتمع مع تعزيز إعادة التدوير وإستخدام الموارد المتجددة.
ا) مبادئ الإدارة المستدامة للنفايات:
- التقليل من إنتاج النفايات: تشجيع ممارسات تقلل من إنتاج النفايات مثل تقليل التغليف المفرط واستخدام المواد القابلة لإعادة الاستخدام.
- إعادة الاستخدام: تحسين تصميم المنتجات لتمكين إعادة الاستخدام، مثل إعادة تعبئة الزجاجات بدلاً من التخلص منها.
- إعادة التدوير: فرز النفايات لإعادة تدوير المواد مثل البلاستيك، الورق، والزجاج لاستخدامها كمواد خام لصنع منتجات جديدة.
- التحويل إلى سماد: تحويل المخلفات العضوية إلى سماد عضوي لتحسين التربة الزراعية.
- الطاقة من النفايات: استغلال النفايات غير القابلة لإعادة التدوير لتحويلها إلى طاقة من خلال تقنيات مثل الحرق المراقب أو الهضم اللاهوائي.
ب) أمثلة عملية للإدارة المستدامة للنفايات:
- مشاريع المدن الخضراء: تنفيذ برامج فرز وإعادة تدوير شاملة في مدن مثل سان فرانسيسكو التي تهدف إلى “صفر نفايات” بحلول سنوات محددة.
- المبادرات الزراعية: تحويل النفايات الحيوانية والزراعية إلى سماد أو غاز حيوي في المزارع.
- الشركات المستدامة: تبني العديد من الشركات المصرية أساليب مستدامة لإعادة تدوير المواد المستخدمة في منتجاتها.
- برامج إعادة التدوير المجتمعية: حملات محلية لتشجيع فرز النفايات وإعادة التدوير على مستوى الأحياء والمجتمعات.
ج) فوائد الإدارة المستدامة للنفايات:
1- تقليل التلوث الهوائي والمائي والتربة.
2- الحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال إعادة استخدامها.
3- تحسين الصحة العامة عبر تقليل النفايات الملوثة.
4- دعم الاقتصاد الأخضر من خلال خلق فرص عمل جديدة في مجالات التدوير والطاقة.
الاستزراع السمكي والتنمية المستدامة
الإستزراع السمكي هو أحد الحلول المستدامة لتلبية الطلب المتزايد على المأكولات البحرية مع الحفاظ على البيئة. يهدف هذا النهج إلى إنتاج الأسماك بطريقة تقلل من التأثير السلبي على النظم البيئية المائية وتعزز الأمن الغذائي. كما يشكل جزءًا أساسيًا من التنمية المستدامة لأنه يساعد في تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الإنسان من الغذاء وحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية. الإستزراع السمكي ليس فقط حلاً غذائيًا بل أيضًا نهجًا متكاملاً يدعم الاقتصاد والبيئة ويتلخص فيما يلي:
- تعزيز الأمن الغذائي: ُيعتبر الإستزراع السمكي مصدرًا مستدامًا للبروتين الحيواني الضروري لتغذية السكان، خاصة في ظل تزايد الطلب العالمي على الغذاء. كما يوفر إنتاجًا مستدامًا للأسماك دون الحاجة إلى الصيد الجائر الذي يهدد الأرصدة السمكية البرية.
- الحفاظ على التنوع البيولوجي: يقلل من الضغط على الموارد البحرية الطبيعية ويساهم في حماية الأنواع المهددة بالانقراض. كما يدعم النمو الطبيعي للأنواع المحلية، مما يعزز التنوع البيولوجي المائي.
- الفوائد البيئية: بإستخدام أنظمة مغلقة أو شبه مغلقة، يقلل الاستزراع السمكي من التلوث الناتج عن تربية الأسماك التقليدية. كما يساهم في إعادة إستخدام المياه والأعلاف المستدامة مما يحافظ على النظام البيئي المائي.
- التنمية الاقتصادية: يوفر فرص عمل في المناطق الريفية والحضرية في مجالات مثل الإنتاج، التسويق، والتكنولوجيا السمكية. كما يُعزز النمو الاقتصادي من خلال تقليل الإعتماد على الواردات الغذائية وزيادة الصادرات.
- التقنيات المستدامة: تتيح أنظمة مثل الأكوابونيك (دمج تربية الأسماك مع الزراعة) إنتاجًا مشتركًا للأسماك والمحاصيل بطريقة فعّالة ومستدامة. كما ان أنظمة إعادة تدوير المياه تقلل من استهلاك الموارد وتحسن جودة الإنتاج.
- المساهمة في أهداف التنمية المستدامة (SDGs): يرتبط الإستزراع السمكي بالهدف الثاني (القضاء على الجوع) والهدف الرابع عشر (الحفاظ على الحياة تحت الماء) بالإضافة إلى تحقيق الإستدامة البيئية.
التقنيات الحديثة في الاستزراع السمكي المستدام:
- 1. أنظمة الأكوابونيك (Aquaponics): يتم دمج تربية الأسماك مع الزراعة المائية في نظام واحد. مياه الأسماك الغنية بالمغذيات تُستخدم لتغذية النباتات، والنباتات تعمل على تنقية المياه للأسماك. هذا النظام لا يستخدم الأسمدة الكيميائية ويعتمد على الدورة الطبيعية.
- 2. أنظمة إعادة تدوير المياه (Recirculating Aquaculture Systems – RAS): تكنولوجيا حديثة تعتمد على إعادة استخدام المياه بعد تنقيتها، مما يقلل من إستهلاك المياه ويحافظ على جودة بيئة الأسماك. هذه الأنظمة تكون مغلقة ومثالية للمناطق التي تعاني من نقص المياه.
- 3. إستخدام أعلاف مستدامة: إستبدال الأعلاف التقليدية بالبدائل المستدامة مثل الأعلاف النباتية، الطحالب، أو المنتجات الثانوية الزراعية، مما يقلل الضغط على الموارد البحرية.
- 4. مراقبة بيئية ذكية (بإستخدام الذكاء الاصطناعي): إستخدام أجهزة إستشعار ونظم مراقبة رقمية لتحليل جودة المياه ودرجة الحرارة وصحة الأسماك، مما يساعد في إتخاذ قرارات دقيقة لتحسين الإنتاج.
- 5. تربية الأنواع المحلية: التركيز على تربية الأنواع السمكية المحلية التي تتكيف مع البيئة الطبيعية لتقليل التدخلات البشرية والتكاليف.
أمثلة للاستزراع السمكي المستدام:
- المزارع السمكية المجتمعية: وهي مشاريع صغيرة تقوم بتربية الأسماك في البرك الصناعية في المناطق الريفية لتوفير مصدر بروتين وغذاء للسكان المحليين.
- مزارع سمكية صناعية: تعتمد على تقنيات RAS لتربية الأسماك بكميات كبيرة مع الحفاظ على جودة المياه وتقليل التأثير البيئي، مثل مزارع السلمون المستدامة في النرويج.
3.الإستزراع الساحلي: يتم بناء مزارع سمكية بالقرب من السواحل، حيث يتم إستخدام البيئة الطبيعية لدعم تربية الأسماك مع تقليل التدخلات الصناعية.
تسميد المياه ودورها في التنمية المستدامة
تسميد المياه هو عملية تحسين خصوبة المياه لتعزيز نمو الكائنات الحية الدقيقة أو النباتات المائية، وهو جزء هام من التنمية المستدامة في مجالات الزراعة والإستزراع السمكي. مع ذلك، يجب تنفيذ هذه العملية بحذر لتجنب التأثيرات البيئية الضارة.
فوائد تسميد المياه في التنمية المستدامة:
1- زيادة إنتاج الغذاء:
– في الزراعة: يمكن إستخدام المياه المخصبة لري المحاصيل وتعزيز إنتاجيتها.
– في الإستزراع السمكي: تسميد البرك السمكية يدعم نمو العوالق التي تُعتبر غذاءً طبيعيًا للأسماك.
2- تعزيز التوازن البيئي:
– يدعم نمو النباتات المائية المفيدة التي تسهم في تحسين جودة المياه.
-3 توفير موارد مستدامة:
– تقليل الإعتماد على الأسمدة الكيميائية الضارة.
تقنيات تسميد المياه
- إضافة العناصر الغذائية الأساسية: يتم إدخال النيتروجين والفوسفور بكميات مدروسة لتحسين البيئة المائية دون التسبب في تلوث مفرط.
- الإستخدام المستدام للمخلفات العضوية: إدخال الكومبوست العضوي أو مخلفات الحيوانات بطريقة خاضعة للرقابة لتعزيز المحتوى الغذائي.
- الزراعة المائية (Aquaculture): يتم إدماج تسميد المياه مع أنظمة الزراعة المائية لتحسين إنتاج المحاصيل والأسماك معًا.
- الأنظمة الذكية: تقنيات مراقبة جودة المياه والتسميد باستخدام أجهزة إستشعار لضمان تحقيق التوازن البيئي.
تحديات ومخاطر تسميد المياه:
-الإفراط في التسميد: يمكن أن يؤدي إلى التخثث المائي (Eutrophication)، و التخنث المائي هو عملية بيئية تؤثر على النظم المائية بسبب زيادة مفرطة في العناصر الغذائية، مثل الفوسفور والنيتروجين، مما يؤدي إلى نمو غير منضبط للطحالب والنباتات المائية هذه الظاهرة يمكن أن تسبب انخفاضًا في جودة المياه، وتؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي، وتؤدي إلى فقدان خدمات النظام البيئي مثل مصائد الأسماك وإمدادات مياه الشرب
– نوعية المواد المستخدمة: المواد العضوية الملوثة أو غير المعالجة بشكل صحيح قد تضر بالحياة المائية.
توصيات لضمان الاستدامة في تسميد المياه:
-إختيار الأسمدة الطبيعية: مثل المواد العضوية المتحللة أو السماد الحيواني المعالج بشكل سليم.
– مراقبة الجودة: تحليل المياه بانتظام لضمان التوازن المناسب في العناصر الغذائية.
– تطبيق الإدارة المتكاملة: الجمع بين تسميد المياه وممارسات أخرى للحفاظ على جودة المياه والبيئة.
توصيات للتنمية المستدامة في الزراعة والطب البيطري
1) التنمية المستدامة في الزراعة:
- تقنيات الري الحديثة:
– إستخدام أنظمة الري بالتنقيط والرش التي تقلل من استهلاك المياه وتزيد من كفاءة استخدامها.
– تطوير أنظمة الري الذكية التي تعتمد على مستشعرات التربة لتحديد احتياجات المياه بدقة.
- تحسين إدارة التربة:
– تعزيز استخدام الأسمدة العضوية بدلًا من الكيميائية للحفاظ على خصوبة التربة على المدى الطويل.
– تقليل الانجراف والتآكل من خلال زراعة الغطاء النباتي والحفاظ على المناطق الهامشية.
- التنوع البيولوجي:
– زراعة الأصناف المتنوعة والمقاومة للتغيرات المناخية.
– الحفاظ على النباتات المحلية والبرية لضمان التنوع الوراثي.
- الزراعة المستدامة:
– إستخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة مثل الزراعة العمودية والزراعة المائية.
– تقليل استخدام المبيدات الحشرية والإعتماد على أساليب مكافحة بيولوجية.
2) التنمية المستدامة في الطب البيطري:
في ظل التحديات البيئية والصحية العالمية، أصبح تحقيق التنمية المستدامة في قطاع الطب البيطري أمرًا حيويًا ليس فقط لصحة الحيوانات، بل لصحة الإنسان والبيئة أيضًا. وهذه مجموعة من التوصيات التي تُمثل إطارًا عمليًا لتحقيق هذا الهدف:
- تعزيز الأمن الغذائي: يعد الطب البيطري يُعد خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان من خلال ضمان سلامة الغذاء، خاصة البروتين الحيواني. ويشمل ذلك الرقابة على المجازر والأسواق والموانئ وفحص اللحوم ومنتجات الألبان لمنع انتقال الأمراض المشتركة من الحيوان إلى الإنسان.
- تعزيز خدمات الرعاية البيطرية في المناطق الريفية: توفير الوصول العادل والمتكافئ للخدمات البيطرية في المجتمعات النائية والريفية لضمان الرعاية الصحية الشاملة للحيوانات وتحقيق الأمن الغذائي.
- دعم الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي: تحسين السلالات المحلية، تطبيق برامج وقائية ضد الأمراض وتحسين التغذية والإدارة البيئية للمزارع.
- تطبيق منظومة “صحة واحدة” (One Health): وهي استراتيجية تربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، وتشمل التعاون بين الأطباء البيطريين والبشريين، مراقبة الأمراض الوبائية، الاستجابة السريعة للأوبئة الحيوانية المنشأ.
- الرقابة على إستخدام الأدوية البيطرية: ضبط وصف وصرف الأدوية، تدريب الأطباء والمربين على الاستخدام الرشيد للأدوية والمضادات الحيوية وتطوير أنظمة تتبع للأدوية البيطرية.
- إدارة المخلفات الحيوانية: تشجيع تطوير تقنيات إعادة التدوير والتخلص الآمن من النفايات البيطرية ومخلفات المزارع بطرق تراعي صحة الإنسان والبيئة.
- الرقمنة والتحول الذكي: تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، قواعد البيانات، وأجهزة الاستشعار لمراقبة صحة الحيوانات والكشف المبكر عن الأمراض مما يقلل من الهدر ويزيد من الكفاءة
- التخلص الآمن من المخلفات الحيوانية: وذلك لحماية البيئة من التلوث، من خلال إنشاء وحدات لمعالجة المخلفات واستخدام المخلفات في إنتاج الطاقة الحيوية أو السماد العضوي.
- تمكين الأطباء البيطريين: من خلال توفير فرص عمل وتدريب مستمر، دعم النقابات في إنشاء شركات استثمارية وإدماج الكوادر البيطرية في التشريعات والرقابة.
- دعم البحث العلمي: وذلك لدعم إنتاج اللقاحات محليًا وتشجيع البحوث التطبيقية في مجالات الصحة الحيوانية والبيئية. الى جانب تشجيع البحوث المشتركة: التعاون بين المؤسسات البيطرية والبيئية والصحية ضمن إطار “صحة واحدة لتطوير حلول متكاملة للتحديات المستدامة.
دور معهد بحوث الصحة الحيوانية في تحقيق التنمية المستدامة 2030
- الرصد والتشخيص المبكر للأمراض الوبائية من خلال شبكة كشف مبكر ومتابعة دقيقة وإستجابة سريعة من خلال المعامل الفرعية في جميع المحافظات المصرية.
- يضم معهد بحوث الصحة الحيوانية العديد من المختبرات المتنقلة (Mobile Laboratories) والتي تضمن سرعة الوصول الي المربى الصغير او المزارع.
- فحص سلامة الأغذية ذات الأصل الحيواني، والتأكد من صلاحيتها وجودتها في المنشآت الغذائية.
- تشخيص الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتعزيز الصحة العامة في إطار مفهوم “الصحة الواحدة”.
- توفير معزولات ميكروبية معرّفة بدقة، والمجهزة بتقنيات الوراثة العكسية، لدعم تطوير اللقاحات والأمصال.
- إنتاج المشخصات والمواد المرجعية للمختبرات الوطنية في مصر والدول الأفريقية والعربية.
- إنتاج مخرجات بحثية في أمراض الحيوان والدواجن والأسماك والحيوانات الأليفة والفصيلة الخيلية، بهدف تطوير الصناعات المرتبطة بها.
- تقديم الإستشارات وبناء القدرات في مجالات تنمية الثروة الحيوانية، وصناعة الأعلاف وإضافاتها، وتصنيع اللقاحات.
- تقديم الدعم الفني والتقني والتدريب للمعامل البيطرية الوطنية في أفريقيا والمنطقة العربية.
- التحقق من فعالية وسلامة المبيدات والأدوية البيطرية.
- توثيق السلالات الحيوانية، بما فيها الخيول العربية الأصيلة، إلى جانب الفحص المعملي للحيوانات المستوردة والمعدة للتصدير.
- تنظيم إختبارات الكفاءة والإختبارات البين معمليّة للمختبرات البيطرية.
- تنفيذ بحوث تطبيقية لحماية وتنمية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية.
- إجراء تجارب بيولوجية على الأدوية ومحفزات النمو والمبيدات والملوثات البيئية، لضمان فعاليتها وسلامتها.
- وجود العديد من المشروعات البحثية والتي تهدف الي الحد من الأمراض العابرة للحدود وأيضا الأمراض التي تسبب خسائر اقتصادية للمربين.
المراجع:
د. مريم بدير (2022). مقال بعنوان “التنمية المستدامة والبحث العلمي وتطبيقات البحوث”.
محمد نبيل جميعي (2023). دراسة بعنوان “التنمية الزراعية كإحدى وسائل التنمية الريفية المستدامة”
الإستراتيجية المحدثة للتنمية الزراعية المستدامة في مصر 2030** (2022).
نور عيسى (2025). “العلاقة بين الزراعة والطب: تكامل ضروري لصحة الإنسان”.
وزارة الزراعة المصرية (2024). “خطة متكاملة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
د. مها الأبحر (2024). ندوة عمل حول التنمية المستدامة. مركز البحوث الزراعية.
تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية لعام 2024.