بحوث ومنظماتبيطريحوارات و مقالاتخدماتي

التسمم المعوي والإسهالات المرتبطة باضطراب الفلورا المعوية في صغار الأرانب…مراجعة علمية

بقلم                                                        

د ياسمين أحمد شاهين                                                            د/ نجوان عبدالمجيب الهلباوى

باحث فارماكولوجيا                                                                  باحث الباثولوجيا الاكلينيكية

 معهد بحوث الصحة الحيوانية -طنطا                                      معهد بحوث الصحة الحيوانية – طنطا

    مركز البحوث الزراعية                                                                مركز البحوث الزراعية

   تُعد صغار الأرانب من أكثر الحيوانات حساسيةً للاضطرابات المعوية، خصوصًا خلال الأسابيع الأولى بعد الفطام، حيث يكون الجهاز الهضمي في مرحلة تطور دقيق ومن أبرز المشكلات التي تواجهها هذه الفئة العمرية هي التسمم المعوي والإسهالات الناتجة عن اضطراب الفلورا المعوية، وهي حالة قد تؤدي إلى معدلات نفوق مرتفعة إذا لم تُكتشف وتُعالج بسرعة خاصةً خلال مراحل النمو المبكرة، مما قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية جسيمة.

أولًا: الفلورا المعوية ودورها في صحة الأمعاء:

الفلورا المعوية هي مجموعة من الكائنات الدقيقة (البكتيريا النافعة) التي تعيش في الجهاز الهضمي وتلعب دورًا محوريًا في هضم الغذاء، إنتاج بعض الفيتامينات، وتحفيز المناعة. في صغار الأرانب، تتكون الفلورا المعوية تدريجيًا منذ الولادة، وتتعرض لتغيرات كبيرة خاصة بعد الفطام عند تغيير نوع الغذاء من الحليب إلى العليقة الجافة.

ثانيًا: اضطراب الفلورا المعوية وأسبابه:

اضطراب الفلورا المعوية يحدث نتيجة خلل في التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة في الأمعاء وتتعدد أسباب الإسهالات المعوية في الأرانب وتختلف باختلاف العمر وظروف التربية، وتشمل الأسباب ما يلي:

  • العدوى البكتيرية مثل الإشريكية القولونية (E. coli) والكلوستريديوم (clostridium).
  • العدوى الفيروسية مثل فيروس الروتا (Rotavirus) أو الكالسيفيروس.
  • العدوى الطفيلية مثل الكوكسيديا (Eimeria spp.) وهي من أهم مسببات الإسهال في صغار الأرانب.
  • اضطرابات التغذية مثل زيادة النشويات أو البروتينات القابلة للتخمر، أو تقديم أعلاف ملوثة أو متعفنة.
  • التغير المفاجئ في نوع الغذاء أو جودة المياه.
  • استخدام مضادات حيوية واسعة الطيف تقتل البكتيريا النافعة.
  • الإجهاد الناتج عن الفطام أو التهوية السيئة أو الكثافة العالية.

تحديد السبب بدقة يتطلب فحصًا معمليًا للبراز، وتشريحًا لبعض الحالات النافقة في حال الاشتباه بالعدوى.

ثالثًا: التسمم المعوي:

يُعد التسمم المعوي (Enterotoxemia) من أخطر المشكلات الناتجة عن اضطراب الفلورا المعوية. غالبًا ما يُعزى إلى فرط نمو بعض سلالات الكلوستريديوم بيرفرينجنز (Clostridium perfringens) في الأمعاء، والتي تنتج سمومًا تؤدي إلى التهابات حادة في الغشاء المخاطي المعوي، مما ينتج عنه إسهال مائي، انتفاخ البطن، خمول شديد، ونفوق مفاجئ.

 آلية تأثير الكلوستريديا؟

تفرز البكتيريا سمومًا معوية تسبب تدمير الخلايا الطلائية للجدار المخاطي للأمعاء فينتج عن ذلك فقدان وظيفة الحاجز المخاطي، مما يسمح بتسرب السوائل والشوارد إلى التجويف المعوي فيؤدي هذا التلف إلى الإسهال المائي الحاد وفقدان سريع للسوائل.

صوره توضيحيه لكيفيه أصابه الجدار الداخلي للأمعاء بالمسببات المرضيه للأسهال.

 

رابعًا: العلامات الإكلينيكية للتسمم المعوى:

ومن أهم الأعراض الظاهرية الشائعة للاضطرابات المعوية في صغار الأرانب

  • فقدان الشهية قد يقل إقبال الأرنب على الطعام أو يتوقف تمامًا عن الأكل، مما يؤدي إلى فقدان الوزن والخمول.
  • الإسهال أو الإمساك الإسهال مائيًا أو لينًا، وقد يكون مصحوبًا بمخاط أو دم، مما يؤدي إلى تلوث منطقة الشرج والمؤخرة بالبراز.
  • الإمساك فيعاني الأرنب من صعوبة في التبرز أو عدم التبرز لفترة طويلة، مما يسبب انتفاخًا في البطن وألمًا .
  • تضخم البطن نتيجة لتراكم الغازات أو السوائل في الأمعاء، مما يسبب عدم الراحة والألم
  • الانتفاخ، وتغير في شكل ولون البراز (قد يكون مخاطيًا أو مدممًا)
  • فقدان الوزن يصبح الأرنب أقل نشاطًا وحركة، ويفضل الاستلقاء لفترات طويلة
  • الجفاف، وارتفاع درجة حرارة الجسم أو انخفاضها، وصعوبة التنفس، وزيادة إفرازات الأنف والعينين، وتشنجات عضلية، والنفوق.

خامسا تشخيص التسمم المعوى:

يعتمد التشخيص على:

  • التاريخ المرضي وظروف التربية.
  • الفحص الإكلينيكي
  • تحليل البراز أو المحتويات المعوية.
  • الزرع البكتيري وتشخيص وجود الكلوستريديوم.
  • التشريح المرضي يظهر التهابًا معويًا حادًا ونزفًا في الأغشية المخاطية.

سادسًا الوقاية والعلاج:

الوقاية:
–  الفطام التدريجي وتقليل الضغوط النفسية والبيئية.

–  توفير عليقة متوازنة وغنية بالألياف.

– تجنب التغيير المفاجئ في نوع الغذاء.

– استخدام البروبيوتيك لدعم الفلورا المعوية النافعة.

-الاعتماد على القش كغذاء أساسي.

– تقليل الحبوب والسكريات قدر الإمكان.

-الحفاظ على بيئة نظيفة من خلال تنظيف القفص والمشارب وأواني الأكل يوميًا.

-عزل الأرانب المريضة فورًا لفحصها وعلاجها ومنع انتقال العدوى.

– مراقبة صحية دورية فحص براز الأرانب كل فترة لاكتشاف الطفيليات مبكرًا.

–   تجنب المضادات الحيوية الخطرة حيث لا تُعطى الأرانب مضادات حيوية دون استشارة بيطرية.

– تحصين الأرانب (إن لزم) لقاح فيروس النزف الدموي إن كان منتشرًا في منطقتك.

-التدخل السريع عند أول علامات الإسهال = تقليل نسبة النفوق وتحسين الشفاء بنسبة كبيرة جدًا.

العلاج:

العزل الفوري للحيوانات المصابة.

استخدام مضادات سموم معوية أو مضادات حيوية موجهة تحت إشراف الطبيب البيطري.

إعطاء مضادات الإسهال ومعوضات السوائل.

تقديم بروبيوتيك بعد العلاج لدعم الفلورا المعوية.

الجدوى الاقتصادية :

يُعتبر التحكم في التسمم المعوي واضطرابات الفلورا المعوية في صغار الأرانب أمرًا ذا أهمية اقتصادية بالغة في مشاريع تربية الأرانب، خصوصًا تلك التي تعتمد على الإنتاج المكثف. إن هذه الحالات المرضية تؤدي إلى:

  • ارتفاع معدلات النفوق بنسبة قد تتجاوز 30–50%.
  • تباطؤ معدلات النمو وانخفاض معامل التحويل الغذائي.
  • زيادة تكاليف العلاج البيطري.
  • خسائر مباشرة في الإنتاج.
  • خسائر غير مباشرة مثل ضعف المناعة.

بالمقابل، فإن الوقاية والتحكم الجيد في العوامل المهيئة يؤدي إلى:

  • خفض تكاليف العلاج.
  • تحسين الأداء الإنتاجي.
  • زيادة صافي الربح.

لذا، فإن الاستثمار في برامج وقائية فعالة يمثل خيارًا اقتصاديًا مجديًا يعزز من استدامة وربحية مشاريع تربية الأرانب.

المراجع

  1. Cheeke, P. R. (1987). Rabbit Feeding and Nutrition. Academic Press..
  2. De Blas, C., Wiseman, J. (2010). Nutrition of the Rabbit. CABI.
  3. Harkness, J. E., Turner, P. V., VandeWoude, S., & Wheler, C. L. (2010). Harkness and Wagner’s Biology and Medicine of Rabbits and Rodents (5th ed.(
  4. Lebas, F., et al. (1997). The Rabbit: Husbandry, Health and Production. FAO.
  5. Harcourt-Brown, F. (2002). Textbook of Rabbit Medicine. Butterworth-Heinemann.
  6. Gidenne, T. (2015). Feeding strategies… World Rabbit Science, 23(3), 219-230.
  7. Licois, D. (2004). Domestic rabbit enteropathies. 8th World Rabbit Congress.

    

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى