الزراعة المكثفة لأشجار الخوخ والمشمش والبرقوق تعزز الإنتاجية وتدعم الأمن الغذائي

تشهد محاصيل الخوخ والمشمش والبرقوق طلبًا متزايدًا في الأسواق المحلية والعالمية بفضل قيمتها الغذائية العالية ونكهتها المميزة، ما جعل التوسع في زراعتها المكثفة خيارًا إستراتيجيًا لزيادة الإنتاج وتحسين جودة الثمار.

ما المقصود بالزراعة المكثفة؟
الزراعة المكثفة تعتمد على الاستخدام المدروس للموارد الزراعية بهدف تعظيم إنتاجية وحدة المساحة دون التأثير على جودة المحصول. ومع محاصيل النواة الحجرية كالمشمش والخوخ والبرقوق، تركز هذه المنهجية على تسريع نمو الأشجار وتعزيز إنتاجها.

أسس النجاح في الزراعة المكثفة:

• اختيار الأصناف المناسبة: يجب الاعتماد على أصناف مقاومة للأمراض ومتأقلمة مع المناخ المحلي.
• تحضير التربة: تتطلب تربة جيدة التهوية وغنية بالمواد العضوية، بدرجة حموضة بين 6 و7.
• تنظيم المسافات: تُزرع الأشجار بمسافات أقرب من التقليدية مع الحفاظ على التهوية والتعرض الجيد لأشعة الشمس.
• التسميد المتوازن: يُعتمد على توفير العناصر الغذائية في التوقيت المناسب باستخدام الأسمدة العضوية أو المعدنية.
• أنظمة ري حديثة: يُفضل استخدام الري بالتنقيط أو الرش لتقليل الهدر وتحقيق كفاءة أعلى في استخدام المياه.

تجربة مصرية رائدة:
أوضح المهندس محمد السيد دنقل، استشاري محاصيل النواة الحجرية، أن نجاح الزراعة المكثفة لهذه المحاصيل يعتمد على ثلاث ركائز رئيسية:

• نظام التربية الكأسية: يُعد الأنسب لأشجار البرقوق في مصر، إذ يسمح بوصول الضوء والهواء لجميع أجزاء الشجرة، ما يحسّن جودة الثمار.
• تنظيم المسافات: تُزرع الأشجار بداية بمسافات 2×5 أمتار، على أن تُخفف بعد 5 إلى 6 سنوات لتصل إلى 4×5 أمتار.
• رفع الكثافة الإنتاجية: يهدف النظام لزيادة عدد الأشجار في المراحل الأولى دون التأثير على البيئة الملائمة للنمو.

عائد اقتصادي وبيئي:
تسهم الزراعة المكثفة في زيادة الإنتاجية وتحسين دخل المزارعين، إلى جانب خفض استهلاك المياه والأسمدة من خلال تبني تقنيات حديثة، ما يدعم الأمن الغذائي ويعزز من قدرة الزراعة المصرية على المنافسة في الأسواق العالمية.

وفي ختام تصريحه، أكد دنقل أهمية الالتزام بالمعايير العلمية عند تطبيق الزراعة المكثفة، مشددًا على ضرورة الاستعانة بالخبراء عند إنشاء بساتين جديدة لضمان تحقيق نتائج مستدامة وفعالة.