مدير «أكساد»: تغير المناخ وندرة الموارد المائية والتصحر ظواهر تهدد الامن الغذائي العربي
>> العبيد: المرحلة المقبلة بالمنطقة سَتَشهد أزمات بيئية واقتصادية وكارثية مدفوعة بالاتجاهات الجيوسياسية

قال الدكتور نصرالدين العبيد مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، أن الظروف والعوامل السائدة في المنطقة العربية أصبحت تهدّد أمنها الغذائي خاصة في ظل ندرة الموارد المائية المتاحة، وتفاقم آثار ومظاهر تغيرات المُناخ، وتدهور الأراضي وتصحرها، وتراجع حالة المراعي والغابات، وتأذّي النظم البيئية والتنوع الحيوي.
وأضاف «العبيد»، خلال ترأسه الجلسة الإقليمية حول «تعزيز التمويل من أجل التحول في نظم الغذاء المقاومة للمناخ والتعافي بعد النزاعات في المنطقة العربية»،التي نظمتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، إن المنطقة تعاني من تناقص إنتاجيات المساحات الزراعية والثروة الحيوانية، وانخفاض المستوى التكنولوجي للإنتاج، وغيرها من المظاهر والتي أصبحت سمات للنشاط الزراعي في أغلب الدول العربية.
وأوضح مدير «أكساد»، أن المرحلة المقبلة سَتَتّسِمُ بأزمات بيئية واجتماعية واقتصادية حادة، بل كارثية، مدفوعة بالاتجاهات الجيوسياسية، مما يفضي إلى خلل كبير في استدامة الموارد والعرض والطلب على الموارد الطبيعية والمياه والغذاء والطاقة، ولن يكون بمقدور أي دولة عربية أن تسلم من النتائج والآثار، أو أن تواجهها منفردة.
وأشار «العبيد»، الى مساهمة منظمة المركز العربي «أكساد» في تحقيق كلٍ من الأمنين الغذائي والمائي، وتحســين حالة النظــم البيئيــة والزراعيــة، ونجاحها في اســتنباط 87 صنفاً مــن القمــح والشــعير، ذات كفــاءة إنتاجيــة مرتفعــة، وأكثــر تحمــلاً لظروف الجفــاف والأمراض، إلى جانب العديد من أصنافٍ من الأشــجار المثمــرة، والنباتات الرعويــة الأكثــر تكيفــاً مــع بيئــات المناطــق الهامشــية، وذات القيمــة العلفيــة العالية.
ولفت مدير «أكساد»، إلي أن المركز عمل على نشــر الابتكارات والممارسات الزراعيــة الذكيــة مُناخيــاً، والممارسات الكفؤة في استخدام مياه الري، وعكس اتجاهات تدهور الأراضي وصيانتها، إلى جانب بناء القدرات العربية وتنظيم العديد من الفعاليات لتبادل الخبرات والتجارب وقصص النجاح.
وشدد «العبيد»، علي أن أولوية عمل «أكساد» خلال الســنوات الأخيــرة أولويــةً متقدمــة لموضــوع تغيــر المُنــاخ، والتكيــف مــع تأثيراتــه الســلبية، حيــث نفــذ العديــد مــن المشــاريع والدراســات فــي هــذا المجــال، كان أهمهــا مشــروع دراســة التغيــرات المُناخيــة فــي المنطقــة العربيــة، وتأثيرهــا فــي المــوارد المائيــة الســطحية والجوفيــة بالتعــاون مــع لجنــة الأمــم المتحــدة الاقتصاديــة والاجتماعيــة لغــرب آســيا «الاســكوا»، ومنظمــاتٍ دوليــةٍ أخــرى.
وأشار مدير «أكساد»، إلى ان المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة نفّذ العشــرات مــن مشــاريع حصــاد ميــاه الأمطــار فــي المنطقــة العربيــة، لتأميــن الميــاه اللازمــة للــري التكميلــي، وســقاية الماشــية خــلال فتــرات الجفــاف، وتحســين الكفــاءة الإنتاجيــة من اللحــم، والحليــب ، والتناســلية لحيوانــات المزرعــة من الأغنــام، والماعــز الشــامي، والإبــل، وتحســين مقدرتهــا علــى التكيــف مــع التغيــرات المُناخيــة.