الصين تدفع بالذكاء الاصطناعي نحو الزراعة الذكية لتعزيز الأمن الغذائي

تكثف الصين جهودها لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي، بهدف رفع الإنتاجية، خفض التكاليف، وتعزيز الأمن الغذائي على المدى البعيد.
وفي إطار التوجه الحكومي نحو رقمنة الأرياف، أطلقت بكين “خطة العمل الوطنية للزراعة الذكية 2024-2028″، والتي تستهدف تغطية أكثر من 32% من العمليات الزراعية بتقنيات ذكية بحلول عام 2028، مع اعتماد الذكاء الاصطناعي كمحرّك رئيسي لزيادة المحاصيل وتحسين كفاءة الموارد.
وتُعد مزرعة “فوشي” في مقاطعة آنهوي نموذجًا لمزرعة ذكية متكاملة، حيث تستخدم روبوتات ومجسّات لجمع بيانات فورية عن الطقس، والرطوبة، والآفات الزراعية، تُرسل لاحقًا إلى مراكز تحكم لتحليلها، ما يمكّن المزارعين من اتخاذ قرارات دقيقة في الوقت المناسب.
كما طوّرت الجهات المختصة خوارزميات للتنبؤ بالطقس، وإدارة الري، ومكافحة الآفات، إلى جانب نشر روبوتات ذاتية التشغيل لأداء مهام الزراعة والمراقبة. وأسهمت هذه الحلول في تحويل مناطق مثل صحراء تاكلامكان في إقليم شينجيانغ إلى أراضٍ منتجة.
وامتد استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل تربية المواشي والأسماك، حيث تُستخدم روبوتات تشخيصية لرصد المؤشرات الحيوية للحيوانات، وأنظمة تغذية ذكية في مزارع الأسماك لضبط كميات العلف بدقة.
وترى السلطات الصينية أن الزراعة الذكية أصبحت عنصرًا محوريًا في استراتيجية التنمية المستقبلية، لمواجهة التحديات المناخية والديموغرافية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.