سجّل معدل تضخم أسعار المواد الغذائية في جنوب أفريقيا أعلى مستوياته منذ 16 شهرًا، ليصل إلى 4.7% في يونيو 2025، مقارنة بـ 4.4% في مايو، مدفوعًا بارتفاع أسعار اللحوم والزيوت والخضراوات.
وكان لتفشي إنفلونزا الطيور في البرازيل أثر مباشر في نقص واردات الدواجن، مما رفع أسعار اللحوم البيضاء، خاصة أن جنوب أفريقيا تعتمد على استيراد نحو 20% من احتياجاتها السنوية من الدواجن. ورغم رفع القيود بعد إعلان البرازيل السيطرة على المرض، إلا أن الأثر الإيجابي لاستئناف الواردات لم يظهر بعد بشكل واضح.
كما ساهم انتشار الحمى القلاعية في مزارع التسمين المحلية في زيادة أسعار اللحوم الحمراء، وسط موجة من الشراء بدافع الذعر. وردّت الحكومة بإطلاق حملات تطعيم واسعة للماشية، واستئناف الذبح في بعض المزارع، مما أدى إلى تراجع طفيف في الأسعار.
في الوقت ذاته، شهدت أسعار الزيوت النباتية ارتفاعًا نتيجة زيادة الطلب العالمي، خاصة على زيت النخيل، الذي تعتمد عليه جنوب أفريقيا بشكل كبير. إلا أن المحصول الجيد من بذور عباد الشمس وتحسن إنتاج زيوت الكانولا ودوار الشمس قد يساعد في تهدئة الأسعار قريبًا.
أما أسعار الخضراوات فقد تأثرت بسوء الأحوال الجوية، ما أدى إلى ضعف الإمدادات، في حين يُتوقع تحسن الوضع خلال النصف الثاني من العام.
وتوقع وانديلي سيهلوبو، كبير الاقتصاديين في غرفة الأعمال الزراعية، تراجع التضخم الغذائي قريبًا بفضل وفرة الحبوب والفاكهة وتحسن المعروض من اللحوم والزيوت، لكنه أشار إلى أن المزارعين ما زالوا يواجهون تحديات مالية كبيرة، داعيًا إلى دعم إنتاج اللقاحات البيطرية محليًا للحد من تكرار الأزمات.
