بحوث ومنظماتتقاريرحوارات و مقالات

الوعي الغذائي ضرورة وليست رفاهية…نحو مجتمع أكثر صحة وأقل أمراضًا

اعداد : د عزيزة ثروت جمال – باحث بقسم بحوث الحاصلات البستانيه معهد بحوث تكنولوجيا الاغذيه  – مركز البحوث الزراعية- مصر 

في ظل تزايد الأمراض المزمنة وانتشار السلوكيات الغذائية غير الصحية، أصبح من الضروري إدراك أن الوعي الغذائي ليس مجرد رفاهية أو ثقافة ، بل ضرورة حياتية تتعلق بصحة الإنسان والمجتمع والاقتصاد القومي. فالغذاء السليم هو خط الدفاع الأول أمام الأمراض، وأساس الاستقرار البدني والنفسي والعقلي

أولًا: ما هو الغذاء؟ وما أهميته؟

الغذاء هو كل ما يتناوله الإنسان لتزويد جسمه بالطاقة، وضمان النمو والتجدد الحيوي. وتتعدد وظائف الغذاء ما بين

وظيفة بنائية: مثل البروتين الذي يدخل في بناء الخلايا والأنسجة.- وظيفة تنظيمية: مثل الفيتامينات والمعادن التي تنظم التفاعلات الكيميائية- وظيفة امداد الجسم بالطاقه : مثل الكربوهيدرات والدهون.

فوائد الغذاء

أهمية الغذاء تتجلى في

– الوقاية من الأمراض.- تحسين جودة الحياة دعم المناعة.- تحسين التحصيل الدراسي لدى الأطفال.- زيادة الإنتاجية لدى البالغين

ثانيًا: ما هو الوعي الغذائي؟

الوعي الغذائي هو معرفة الفرد والمجتمع بكيفية اختيار الغذاء الصحي، وتحضيره وتخزينه بطريقة آمنة، وفهم العلاقة بين الغذاء والصحة. ويتضمن الوعي الغذائي معرفة كلا من

مكونات الغذاء الصحية والضارة

الكميات الموصى بها يوميًا

العادات الغذائية السليمة والخاطئة

قراءة وفهم البطاقة الغذائية

ثالثًا: لماذا نحتاج إلى الوعي الغذائي؟

(انتشار الأمراض المزمنة (السكري، الضغط، السمنة. كثرة الاعتماد على الأغذية المصنعة والمعلبة.)

ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال

غياب الثقافة الغذائية في المدارس والمنازل

التفاوت الكبير بين العادات الغذائية الريفية والحضرية

رابعًا: مظاهر سوء الوعي الغذائي في المجتمع

تناول وجبات غنية بالدهون والسكر

إهمال وجبة الإفطار

الإفراط في استهلاك الملح والمقليات

استهلاك مشروبات الطاقة دون وعي

الاعتماد على الأغذية السريعة والمعلبة

ضعف التنوع الغذائي

خامسًا: دور البحث العلمي والمراكز البحثية

تحليل الأنماط الغذائية في المجتمع.

اقتراح بدائل غذائية محلية آمنة ومنخفضة التكلفة

إعداد حملات توعية ميدانية وإلكترونية

ابتكار مكملات غذائية للفئات الضعيفة (أطفال، حوامل، مسنين

دراسة الأثر الاقتصادي للأمراض الناتجة عن التغذية السيئة

سادسًا: دور العلماء والباحثين

تقديم محاضرات توعوية مبسطة في المدارس والنوادي

التعاون مع وزارة الصحة في حملات التثقيف

كتابة مقالات مبسطة موجهة للعامة

تطوير مناهج تعليمية تشمل التربية الغذائية

نشر فيديوهات توعوية على السوشيال ميديا

سابعًا: رفع الوعي الغذائي في القرى والمدن والفئات المجتمعية

في القرى: نشر الوعي بأهمية التنويع الغذائي وتخفيف الاعتماد على النشويات والدهون

في المدن: التركيز على تقليل الاعتماد على الوجبات السريعة وتعزيز الطهي المنزلي

في المدارس: إدراج مادة “الثقافة الغذائية” ضمن المناهج

في أماكن العمل: توفير وجبات صحية في المقاصف والمكاتب

في الإعلام: إنتاج برامج ومسلسلات تطرح رسائل غذائية مبسطة

في الحملات: إشراك رموز دينية وفنية لتعزيز القبول المجتمعي

ثامنًا: أفكار عملية لرفع الوعي الغذائي

حملات توعية شهرية تحت إشراف وزارة الصحة بالتعاون مع الجامعات

تطبيق إلكتروني وطني يحتوي على دليل التغذية السليمة للفئات المختلفة

تدريب الشباب المتطوعين ليكونوا سفراء للوعي الغذائي في مجتمعاتهم

ربط الدعم الغذائي مثل التموين بتوعية غذائية إجبارية

تشجيع الزراعة المنزلية لربط الأسرة بمصادر الغذاء الطبيعي

التوعية من خلال القصص والألعاب للأطفال

برامج تغذية موجهة للأمهات الجدد والحوامل

إشراك الأئمة والخطباء في الحديث عن الصحة الغذائية من منابرهم

الوعي الغذائي ليس ترفًا نلجأ إليه حين تتوفر الرفاهية، بل هو صمام أمان لمجتمع صحي وسليم. تكامل الأدوار بين الأفراد، الدولة، العلماء، والمؤسسات التعليمية كفيل ببناء جيل يدرك ماذا يأكل، ولماذا، وكيف يؤثر ذلك على مستقبله.

وقد حان الوقت لاعتبار التغذية مسؤولية وطنية شاملة، لا مجرد خيار شخصي. دمتم بصحه افضل

 

زر الذهاب إلى الأعلى