ما هو تاريخ ميلاد الرسول بالميلادي؟.. الإفتاء توضح

يعتبر تاريخ ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من المناسبات الهامة التي تشغل اهتمام الكثيرين، ليس فقط لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين والحبيب المصطفى من رب العالمين، بل أيضًا لما يحيط بمولده من بركات ومعجزات عظيمة، كما أن هذه المناسبة تعد واحدة من أعظم الاحتفالات الدينية، حيث توفر فرصة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وللتأمل في سيرة النبي الكريم، لذا من المهم معرفة تاريخ ميلاده وفق التقويم الميلادي، باعتبار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف نعمة لا ينبغي تفويتها أو الاستهانة بفضلها.
تاريخ ميلاد الرسول بالميلادي
ولد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ليكون هدى ورحمة للناس، وليكمل رسائل الله ويدعو إلى عبادة الواحد الأحد الذي لا شريك له. جاء رسول آخر الزمان إلى العالم من مكة المكرمة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وهو ما توافق مع شهر أبريل عام 571 ميلادي. ومع ذلك، لا يزال هناك اختلاف في تحديد اليوم الذي وُلد فيه عليه الصلاة والسلام، حيث تتباين الآراء حول ما إذا كان ذلك اليوم يوافق العشرين أم الثاني والعشرين من أبريل.
ووفقاً لتصريحات سابقة لمفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، حول التوفيق بين التواريخ الهجرية والميلادية، فإن الأدلة تشير إلى أن مولده – صلى الله عليه وآله وسلم – وقع في يوم الثاني والعشرين من أبريل عام 571 ميلادي.
هذا الشهر يُعتبر أول شهر ربيعي بالكامل، مما جعل ربيع مولده القمري متزامناً مع فصل الربيع. وُلد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، وذلك في عام الفيل، أي قبل الهجرة النبوية الشريفة بثلاثة وخمسين عاماً.

متى ولد النبي؟
أكد الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، أن المولد النبوي الشريف يمثل أعظم تجلٍ للرحمة الإلهية التي أُرسلت إلى البشرية جمعاء. وقد عبّر القرآن الكريم عن هذه الرحمة في قوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”. هذه الرحمة ليست محدودة فهي تشمل تربية البشر، تزكيتهم، تعليمهم، إرشادهم إلى الصراط المستقيم، فضلاً عن تطوير حياتهم المادية والمعنوية.
وأوضح مفتي الجمهورية أن هذه الرحمة لا تتقيد بزمن معين؛ بل تمتد لتشمل كافة البشر عبر التاريخ. واستشهد بالآية الكريمة: “هو الذي بعث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم”.
وفي إجابته عن السؤال المتعلق بتاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، أشار إلى أنه لا خلاف في أن النبي الكريم وُلِد يوم الاثنين. وقد رجّح جمهور المؤرخين والعلماء، اعتمادًا على الروايات الصحيحة، أن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر. هذا التاريخ توافق عليه المسلمون عبر العصور، وهو اليوم الذي يحتفلون فيه بذكرى مولد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كما أكَّد أن ولادة النبي كانت في عام الفيل، تحديدًا السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، في شعب أبي طالب بمكة المكرمة. واستدل بذلك بحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه عندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين وقال: “ذاك يوم وُلدت فيه، ويوم بُعثت – أو أنزل علي – فيه”.
واعتمد أيضًا على ما أورده الإمام محمد بن إسحاق في السيرة النبوية كما نقله عبد الملك بن هشام حيث ذكر: “ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل”. كذلك أشار إلى ما ورد في كتاب “البداية والنهاية” للحافظ ابن كثير الذي أيَّد هذا التاريخ بقوله: “وهذا ما لا خلاف فيه أنّه وُلد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين”.
واستكمل بأن جمهور العلماء اتفقوا على أن ميلاده كان في شهر ربيع الأول. وقد وردت بعض الأقوال بشأن اليوم تحديدًا، مثل قول البعض إنه لليلتين خلتا منه بينما رجّح ابن إسحاق – الذي تبنّاه الجمهور – أنه الثاني عشر منه. وأكد ذلك بما رواه ابن أبي شيبة عن جابر وابن عباس رضي الله عنهما: “وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات.” وهذا القول يبقى الأشهر عند جمهور العلماء.
معجزات مولد النبي
ذكر أهل السيرة أن ولادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحبتها مجموعة من الأحداث العجيبة التي تُعتبر من معجزات ميلاده المبارك. فيما يلي أبرزها:
أولاً: وُلد النبي -صلى الله عليه وسلم- مختونًا ومقطوع السرة، وبرفقة نورٍ أضاء مساحة شاسعة من الجزيرة العربية. وقد شهدت كل من أم عثمان بن العاص وأم عبد الرحمن بن عوف، اللتين باتتا عند أم النبي ليلة الولادة، وقالتا: رأينا نورًا حين ولادته أضاء ما بين المشرق والمغرب.
ثانيًا: قالت السيدة آمنة، أم النبي، بأن ابنها حين وُلد اتقى الأرض بيديه ثم رفع رأسه إلى السماء ونظر إليها. كما خرج منها نورٌ أضاء كل شيء، وسمعت صوتًا يقول: “لقد وُلد سيد الناس فسميه محمد”. وعندما أُتي به إلى عبد المطلب بعد الولادة لينظر إليه، وضعه جدّه في حجره موقنًا بما روت أمه.
ثالثًا: كانت السيدة آمنة قد سمّته “أحمد” قبل أن يُسميه جدّه “محمد”، ويُذكر أن اسم أحمد كان نادرًا بين العرب وقتها، إذ لم يُطلق إلا على بضعة عشر شخصًا فقط، مما يُعد علامة خاصة بمولده الشريف.
رابعًا: تساقطت الأصنام داخل الكعبة على وجوهها يوم ولادته.
خامسًا: انكسر إيوان كسرى، ملك الفرس حينذاك، وسقطت منه أربعة عشر شرفة.
سادسًا: خمدت نيران فارس التي لم تخمد قبل ذلك لألف عام.
سابعًا: جفّت مياه بحيرة ساوة الواقعة جنوب العراق، والتي كانت بحيرة مغلقة ذات ماء مالح.
ثامنًا: انقلبت أسرّة الملوك في مختلف أنحاء الدنيا ولم تبقَ قائمة كما كانت.
تاسعًا: انتُزع علم الكهنة وبطُل سحر السحرة، ولم تتمكن أي كاهنة عربية من التواصل مع صاحبها كالمعتاد.
عاشرًا: حُجب إبليس عن السماوات السبع بالكامل، وهو حدث تحدث عنه الإمام جعفر بن محمد الصادق -عليه السلام- قائلاً إن إبليس -لعنه الله- كان يخترق السماوات السبع قبل ولادة النبي. وعندما وُلد عيسى -عليه السلام- مُنع من ثلاث منها واستمر في اختراق الأربع الباقية، لكن مع ولادة رسول الله -صلى الله عليه وآله- حُجب عن السماوات كلها، وأصبحت الشياطين تُرمى بالنجوم لمنع وصولها.