د عزيزة ثروت تكتب: الحساسية الغذائية وفصل الصيف
باحث بقسم بحوث الحاصلات البستانيه معهد بحوث تكنولوجيا الاغذيه
تُعد الحساسية الغذائية من اضطرابات الجهاز المناعي التي تحدث استجابة غير طبيعية لبعض البروتينات الموجودة في الأطعمة. وهي حالة تؤثر على الأطفال والبالغين على حد سواء. ويُعد فصل الصيف من الفصول التي تزداد فيها مخاطر التعرض لمسببات الحساسية الغذائية نتيجة لزيادة الأنشطة الخارجية، وتناول الطعام خارج المنزل، وارتفاع درجات الحرارة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض التحسسية
آلية حدوث الحساسية الغذائية
تحدث الحساسية الغذائية نتيجة استجابة مناعية غير طبيعية تجاه بروتين معين في الغذاء، ويُمكن أن تكون هذه الاستجابة معتمدة على الأجسام المضادة. IgE أو غير معتمدة على IgE immunoglobulin
من أبرز مسببات الحساسية الغذائية: الحليب، البيض، المكسرات، الأسماك والمحار، القمح، الصويا
عند تناول هذه الأطعمة، يتعامل الجهاز المناعي معها وكأنها مواد ضارة، فيُفرز مواد كيماوية مثل الهيستامين” تؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة مثل: الطفح الجلدي أو الإكزيما، ضيق التنفس الحساسيه المفرطه (Anaphylaxis ) والأزيز، القيء أو الإسهال، وفي الحالات الشديدة الصدمة التحسسية
لماذا يزيد خطر الحساسية في الصيف؟
تناول الطعام خارج المنزل والسفر: تزداد فرص تناول أطعمة غير مألوفة أو مجهولة المكوناتمما يزيد من احتمالية التعرض للمسببات
التلوث العرضي (Cross-contamination): مثل الشواء الجماعي أو تقديم الطعام في بوفيهات مفتوحة، ما يزيد فرص اختلاط الطعام بالمسببات الحرارة المرتفعة وزيادة إفراز الهيستامين: تؤدي درجات الحرارة العالية إلى توسع الأوعية الدموية وزيادة إفراز الهيستامين، مما يفاقم من شدة الأعراض التحسسية
فساد الطعام: ارتفاع الحرارة يسرّع من فساد الأغذية، وقد يؤدي تناول الأغذية الفاسدة إلى تهيج الجهاز المناعي أو ظهور أعراض مشابهة للحساسية
الفواكه المسببة للحساسية الغذائية
رغم أن الفواكه تُعد من أكثر الأطعمة الصحية والمحببة، إلا أن بعضها قد يُسبب تفاعلات تحسسية لدى بعض الأفراد، خاصةً في فصل الصيف، وتشمل الفواكه الشائعة المسببة للحساسية ما يلي:
الفراولة (Strawberries)
تحتوي على بروتينات قد تحفز إفراز الهيستامين في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تحسسية مثل الحكة، الطفح الجلدي، وتورم الشفاه.
الكرز (Cherries)
قد يُسبب تفاعلات لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه حبوب لقاح البتولا.. الخوخ المشمش والبرقوق
تُسبب متلازمة الحساسية الفموية وتشمل أعراضها الحكة في الفم أو الحلق بعد تناول الفاكهة طازجة
الأناناس (Pineapple)
يحتوي على إنزيم البروميلين الذي قد يُحفّز تفاعلات مناعية عند البعض.
البطيخ (Watermelon)
يرتبط بحساسية حبوب لقاح الأعشاب وقد يُسبب حكة في الفم أو الشفاه
الموز (Banana)
يرتبط بحساسية اللاتكس عند بعض الأشخاص، ويُسبب الطفح الجلدي أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
الكيوي (Kiwi)
من الفواكه الشائعة المسببة للحساسية، وقد تسبب أعراضًا شديدة في حالات نادرة
العديد من هذه الفواكه تُسبب تفاعلات نتيجة ظاهرة “التفاعل التبادلي
(Cross-reactivity) مع بروتينات حبوب اللقاح، وهي ظاهرة تزداد شيوعًا في الصيف بسبب ازدهار النباتات وانتشار حبوب اللقاح.
طرق العلاج
الامتناع التام عن مسببات الحساسية
قراءة ملصقات الأغذية بعناية
توعية الأهل والمحيطين بالحالة وكيفية التصرف عند الطوارئ
نصائح وقائية خلال الصيف
اصطحاب وجبات خالية من مسببات الحساسية أثناء التنقل
تجنب شراء الطعام من الباعة الجائلين إلا بعد التأكد من المكونات
حفظ الطعام في درجات حرارة مناسبة
تجنب التعرض الزائد للشمس والحرارة
ارتداء سوار يُوضح نوع الحساسية للحالات الشديدة
شرب كميات كافية من الماء
الاعتدال فى تناول كميات الفاكهة
توعية الأطفال بكيفية تجنب الأطعمة الممنوعة والإبلاغ عن أي أعراض
أحدث الأبحاث
تشير دراسات حديثة إلى أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة يؤثران على فترات ازدهار النباتات، ما يزيد من مستويات حبوب اللقاح ويؤدي إلى تفاعل مشترك (Cross-reactivity) بين حبوب اللقاح وبعض الفواكه الصيفية، الأمر الذي يُساهم في زيادة شدة أعراض الحساسية في هذا الفصل.
الحساسية الغذائية تمثل تحديًا كبيرًا في فصل الصيف، لا سيما مع زيادة التنقل والأنشطة الخارجية. الوقاية والتوعية والجاهزية من العوامل الحاسمة لحماية الأفراد المصابين من التعرض العرضي للأطعمة المسببة للحساسية. دمتم بصحه جيده وحياه افضل .
