بحوث ومنظماتتقاريرحوارات و مقالات

د امل السعدى تكتب: الطب النبوي وشوربة التلبينة والحليب والعسل

باحث – قسم الألبان – مركز البحوث الزراعية – مصر

التلبينة هي حساء بسيط وشهي مصنوع من دقيق الشعير والحليب والعسل، وقد أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لعلاج الحزن وتخفيف الاكتئاب وقد ورد ذِكر «التلبينة» في أحاديث صحيحة منها: روى ابن ماجة من حديث عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أحداً من أهله الوعك أمر بالحساء من شعير فصنع ثم أمرهم فحسوا منه ثم يقول: (إنه يرتو فؤاد الحزين، ويسروا فؤاد السقيم، كما تسرو  إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها)

طريقة تحضير التلبينة المهدئة للأعصاب :

ملعقتان من دقيق الشعير يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة خمس دقائق، ثم يضاف كوب لبن -أي حليب- وملعقة عسل نحل، وبذلك تصير تلبينة.

و قد أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتداوي بها عند وقوع أحداث حزينة؛ لأنها تريح القلب وتهدئه وتعمل على تخفيف الحزن،

وقد شاع استخدامها بين العرب لتخفيف الاكتئاب. فالشعير غذاء للانسان في صورة دواء طبيعي قليل التكلفه مناسب لجميع الاعمار.

فوائد التلبينة

وقد وُجد العديد من فوائد التلبينة النبوية في تخفيف الاكتئاب، ورجع السبب في ذلك إلى تركيبتها الغنية بالعناصر الغذائية الآتية:

الكربوهيدرات 

من فوائد التلبينة النبوية في تخفيف الاكتئاب أنها تحتوي على كمية مرتفعة من الكربوهيدرات، حيث وُجد من خلال تحليل مكونات التلبينة أنها تحتوي على الكربوهيدرات بكمية تكافئ 22.9 جرام لكل 100 سعرة حرارية، حيث ان المحتوى العالي من الكربوهيدرات له تأثير إيجابي على الحالة المزاجية وتخفيف الاكتئاب،

وذلك قد يكون بسبب تأثير الكربوهيدرات على تصنيع السيروتونين  بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الكربوهيدرات فإن التلبينة  تمتاز باحتوائها على السكر ومذاقها الحلو، حيث ثبت إن هذه الخصائص لها قدرة على تحسين المزاج والحالة النفسية.

الزنك

يُعد الزنك أحد المعادن المكونة للتلبينة النبوية الذي يعمل على تخفيف الاكتئاب، حيث وُجد أن هناك علاقة وثيقة بين نقص الزنك والإصابة بالاكتئاب،

فقد تبين أن هناك ارتباط بين انخفاض مستويات الزنك في الدم ومرضى الاكتئاب الشديد وقد تم إثبات فعالية استخدام الزنك كمكمل غذائي في العلاج المضاد للاكتئاب، لذا فإن محتوى الزنك في كل وجبة من التلبينة النبوية قد يساهم أيضًا في تقليل الاكتئاب

ارتفاع نسبة التربتوفان إلى الأحماض الأمينية متفرعة السلسلة

التلبينة النبوية تتميز بارتفاع نسبة التربتوفان إلى الأحماض الأمينية متفرعة السلسلة فيها مقارنة مع نسبته في كل من الحليب والشعير، وتزيد هذه النسبة المرتفعة من التربتوفان المتاح للدماغ أي أن ذلك يؤثر بالايجاب على صحة الدماغ وتقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب، وهذه المعادلة من أهم فوائد التلبينة النبوية في تخفيف الاكتئاب .

الفوائدد الصحية للتلبينة

الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي

قد يساعد محتوى التلبينة النبوية الغني بالعناصر الغذائية العديدة، مثل: الألياف، والفيتامينات، والمعادن الأساسية في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.

ويشمل ذلك تحسين عملية الهضم، وتعزيز الشعور بالشبع والامتلاء، وعلاج العديد من المشكلات الصحية التي تؤثر في الجهاز الهضمي أو الوقاية منها مثل الإمساك اذ يساعد محتوى التلبينة النبوية الغني بالألياف في الحفاظ على حركة الأمعاء المنتظمة، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالإمساك من خلال المساعدة على تليين البراز، وتسهيل مروره خارج الجسم.

– داء الرتج: يمكن أن يساعد تناول التلبينة النبوية على الوقاية من داء الرتج الذي يؤثر في الأمعاء الغليظة، أو التعافي منها في حال حدوثها.

تهدئة القلب وتخفيف الحزن 

ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدرة التلبينة النبوية على تهدئة القلب، وتخفيف الحزن، ومنح مستهلكيها الراحة الجسدية والروحانية. ففي دراسة أجريت عام 2013، ونُشرت في مجلة التدخلات السريرية في الشيخوخة “Clinical Interventions in Aging” أن تناول مجموعة من كبار السن المصابين بالاكتئاب التلبينة النبوية لمدة 3 أسابيع ساهم في تقليل مستويات الاكتئاب، والقلق، والتوتر، واضطرابات المزاج.

وترجح الدراسة قدرة التلبينة النبوية على تهدئة القلب لكونها غنية بالكربوهيدرات، والمعادن، والأحماض الأمينية مثل التربتوفان، كما أكدت الدراسة أن التلبينة النبوية قد تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة العقلية لكبار السن

الوقاية من مشكلات القلب والأوعية الدموية

يمكن أن يساعد الشعير المكون الأساسي للتلبينة النبوية على الوقاية من مشكلات القلب والأوعية الدموية، ويعود ذلك للخصائص المضادة للالتهابات والخافضة للكوليسترول التي يتميز بها فيتامين B3 أو النياسين، والمواد الكيميائية النباتية والفيتوستيرول

الحفاظ على مستويات سكر الدم 

يساهم محتوى التلبينة النبوية بالألياف الغذائية، وتحديدًا الألياف القابلة للذوبان المعروفة باسم البيتا جلوكان (بالإنجليزية: Beta-Glucans) في الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية، مما يجعله خيارًا مفيدًا لمرضى السكري.

كما يلعب محتوى التلبينة النبوية بمعدن المغنيسيوم، والذي يعد عاملًا مساعدًا لما يزيد عن 300 إنزيم، دورًا مهمًا في إتمام التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم بغرض استخدام الجلوكوز، وإفراز الأنسولين، مما يحمي مرضى السكري من النوع الثاني من ارتفاع مستويات سكر الدم غير المنضبط

دعم صحة جهاز المناعة 

يلعب محتوى التلبينة النبوية الغني بالبيتا جلوكان دورًا مهمًا في دعم صحة جهاز المناعة؛ إذ إنه يعزز نشاط الخلايا المناعية وآليات الدفاع في الجسم.

كما أن خصائصها المضادة للالتهابات قد تقلل من خطر الإصابة بالمشكلات الصحية المزمنة بالإضافة للبيتا جلوكان تحتوي التلبينة النبوية على البكتيريا النافعة (البروبيوتيك) ونسبة جيدة من فيتامينات A و B، والعديد من مضادات الأكسدة الموجودة في الزنك والمعادن النادرة الأخرى، والتي قد تساعد جميعها على تحسين ودعم صحة جهاز المناعة.

علاج التهابات المسالك البولية

يُعتقد أن الشعير الذي تتكون منه التلبينة النبوية أحد أفضل مدرات البول، لذا يمكن أن يساعد تناولها على علاج التهابات المسالك البولية.

ترميم أنسجة الجسم

قد يساعد محتوى التلبينة النبوية من البروتين على ترميم أنسجة الجسم المصابة، وذلك لكون البروتين مصدرًا غنيًا بالأحماض الأمينية اللازمة لبناء الأنسجة ونموها.بالإضافة إلى وظائف الجسم الأساسية المختلفة.

الحفاظ على صحة العظام:

يلعب محتوى التلبينة النبوية بالمعادن الأساسية، مثل: المغنيسيوم، والفوسفور، والمنغنيز، والسيلينيوم دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة العظام.

حماية خلايا الجسم من الإجهاد التأكسدي:

تحتوي التلبينة النبوية على مضادات الأكسدة، مثل: الفينولات، وفيتامين E، والتي تساهم في حماية خلايا الجسم من الإجهاد التأكسدي الذي يرتبط بالشيخوخة، وعدد من المشكلات الصحية المزمنة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى