الزراعة: مقاومة المضادات الميكروبية تهدد الصحة العامة وتتطلب رقابة وتوعية شاملة

أكد الدكتور محمد القرش، مساعد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن مقاومة مضادات الميكروبات تمثل تحديًا عالميًا خطيرًا، محذرًا من الاستخدام العشوائي لها سواء في الإنسان أو الحيوان. جاء ذلك خلال دورة تدريبية نظمتها منظمة الصحة العالمية حول آثار مقاومة المضادات الميكروبية.
وأوضح القرش أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بهذه القضية، وتسعى إلى نقل الحقائق العلمية بدقة للرأي العام عبر لجنة متخصصة للتسويق الإعلامي، مشيرًا إلى أن إعطاء الحيوانات مضادات حيوية لزيادة الإنتاج يؤدي إلى انتقال آثارها إلى الإنسان من خلال استهلاك اللحوم أو الألبان أو البيض.
وأشار إلى أن نحو 200 مرض يمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، من بينها أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير وفيروس كورونا، مما يبرز أهمية تطبيق مبدأ “الصحة الواحدة” الذي يدمج صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
كما شدد على ضرورة الرقابة الصارمة على الكيماويات والمبيدات الزراعية، لافتًا إلى أن تناول منتجات حيوانية تحتوي على بقايا مضادات حيوية قد يطور مقاومة لدى الإنسان، ما يقلل من فعالية العلاج عند الإصابة بالأمراض.
وكشف القرش عن وجود أنواع من المضادات الحيوية محظور استخدامها في الحيوانات بسبب ارتفاع معدلات المقاومة الميكروبية لها، موضحًا أن الوزارة أنشأت لجنة لتوعية المزارعين بخطورة هذه الممارسات، وتحذيرهم من بعض المبيدات، وتزويدهم بالإرشادات حول شراء المبيد السليم وفترات الأمان قبل استهلاك المحاصيل.
واختتم بالتأكيد على أن مقاومة المضادات الحيوية تتسبب في خسائر اقتصادية ضخمة، تصل إلى 1.8 تريليون دولار سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، مشددًا على أهمية دور الإعلام في نشر الوعي المجتمعي بطرق الوقاية والتعامل الأمثل مع هذه المشكلة.