بحوث ومنظماتتقاريرحوارات و مقالاتخدماتي

د علي إسماعيل يكتب: دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تطوير الزراعة المصرية

  أستاذ أدارة الأراضي والمياه…مركزاالبحوث الزراعية…مصر

تشكل الزراعة أحد أهم أركان الاقتصاد المصري، ورغم ذلك، تواجه تحديات كبيرة مثل ندرة المياه، محدودية الأراضي الصالحة للزراعة، والتغيرات المناخية. لمواجهة هذه التحديات، أصبح الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي (AI)، ضرورة حتمية لتطوير المنظومة الزراعية وزيادة إنتاجيتها وهي تمثل أداة جديدة تفتح افاق التحديث والتطوير بما تمثلة من معلومات مختلفة وحسابات متعددة تسهم في صنع القرار ووضع الاحتمالات امام متخذي القرار وصناع السياسات..

ولضمان نجاح هذا التحول، يجب على الحكومة والمؤسسات الأكاديمية والمزارعين العمل سويًا على توفير البنية التحتية اللازمة، والتدريب على استخدام هذه التقنيات، ونشر الوعي بأهميتها. إن المستقبل الزراعي

الزراعة الذكية والذكاء الاصطناعي

يُعدّ الذكاء الاصطناعي بمثابة العمود الفقري للزراعة الذكية، حيث يتيح للمزارعين اتخاذ قرارات دقيقة ومبنية على البيانات.

يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات القادمة من أجهزة الاستشعار، صور الأقمار الصناعية، والطائرات المسيرة (الدرون)، مما يساعد في: مراقبة المحاصيل وتحليل صحتها: تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل صور حقول المحاصيل للكشف عن علامات الأمراض أو نقص المغذيات في مراحل مبكرة جدًا، مما يسمح بالتدخل السريع قبل انتشار المشكلة.

كما انه يلعب دورا مهما  في الري الدقيق: حيث  يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات الرطوبة في التربة وتوقعات الطقس لتحديد كمية المياه المطلوبة لكل نبات بدقة، مما يقلل من هدر المياه بشكل كبير.

كما انه من خلال استخدام بيانات الأقمار الصناعية التنبؤ بالإنتاج:  ومن هنا يمكننا باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، التنبؤ بكمية المحصول المتوقعة، مما يساعد المزارعين في التخطيط للزراعة والتسويق بشكل أفضل والزراعة التعاقدية والخطط المستقبلية الخاصة بعقود التصدير وتحليل بيانات الأسواق الخارجية من خلال حجم الطلب العالمي على المنتجات الزراعية .

التقنيات الرقمية المكملة

إلى جانب الذكاء الاصطناعي، تلعب مجموعة من التقنيات الرقمية دورًا حيويًا في تحويل الزراعة التقليدية إلى زراعة حديثة ومنتجة:

إنترنت الأشياء (IoT): تُستخدم أجهزة استشعار ذكية لقياس عوامل مثل رطوبة التربة، درجة الحرارة، ودرجة حموضة (pH) التربة. هذه الأجهزة تتصل بالإنترنت وترسل البيانات باستمرار، مما يمنح المزارعين رؤية فورية وواقعية لحالة حقولهم.

الطائرات المسيرة (الدرون): تُستخدم الدرون في مسح الأراضي الزراعية الكبيرة بسرعة وكفاءة. يمكنها جمع صور عالية الدقة، رش المبيدات والأسمدة بدقة متناهية على المناطق المتأثرة فقط، مما يقلل التكاليف والأضرار البيئية.

 الزراعة الروبوتية: رغم أنها لا تزال في مراحلها الأولية بمصر، إلا أن الروبوتات يمكن أن تُستخدم في مهام مثل زراعة البذور، حصاد المحاصيل، وحتى إزالة الأعشاب الضارة، مما يقلل من الحاجة إلى العمالة اليدوية.

مستقبل واعد للزراعة المصرية

إن دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في القطاع الزراعي المصري يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي. يمكن لهذه التقنيات أن تساهم في: زيادة الإنتاجية: تحقيق أعلى إنتاج ممكن من كل فدان.

ترشيد استهلاك الموارد: خاصة المياه والأسمدة.

تحسين جودة المحاصيل: من خلال الرعاية الدقيقة لكل نبات.

توفير فرص عمل جديدة: في مجالات التكنولوجيا الزراعية والتحليل البياني.

المواضيع المطلوب تطويرها والأهداف المنشودة

لتحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا، يجب التركيز على تطوير مجالات محددة ووضع أهداف واضحة.

نظم إدارة الموارد المائية:

ان منظومة تطوير الري وإدارة الموارد المائية  تعني في المقام الأول استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار لتحديد الاحتياجات المائية للمحاصيل بدقة، وتطبيق نظم الري الذكية التي توفر المياه بنسبة 30-50%. والهدف: ترشيد استهلاك المياه وزيادة كفاءة الري لمواجهة شح الموارد المائية.

 الزراعة الدقيقة وإدارة المحاصيل

لازالت  مصر تضع بعض الاعتبارات الأمنية في هذا الملف لكن من خلال القوات المسلحة وبصفة خاصة في مشروعاتها الجديدة لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية ان تضع هذا المشروع ضمن خططها المستقبلية والاستراتيجية وتكون هي القائمة علية نظرا للاعتبارات الأمنية .واستخدام الطائرات المسيرة (الدرون) والذكاء الاصطناعي لمراقبة صحة النباتات والكشف المبكر عن الآفات والأمراض، وتطبيق الأسمدة والمبيدات بشكل مستهدف ومحدود.وان الهدف الأساسي لذلك هو زيادة إنتاجية الفدان، وتقليل الفاقد، وتحسين جودة المحاصيل.

 سلاسل الإمداد الغذائي

استخدام تقنيات البلوك تشين (Blockchain) لضمان تتبع المنتجات من المزرعة إلى المستهلك، وتحسين كفاءة النقل والتخزين لتقليل الفاقد بعد الحصاد.والهدف: تعزيز الأمن الغذائي وثقة المستهلكين، وتحسين الربحية للمزارعين.

التوقعات المستقبلية من منطومة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي

من المتوقع أن يساهم هذا التحول التكنولوجي في تحقيق نتائج ملموسة على المدى القريب والبعيد:

١- زيادة الإنتاجية: توقعات بزيادة الإنتاجية الزراعية بنسبة 20-40% في غضون 5-10 سنوات.

٢- استدامة الموارد: انخفاض استهلاك المياه والأسمدة الكيميائية، مما يؤدي إلى زراعة أكثر استدامة وصديقة للبيئة.

٣- تمكين المزارعين: سيتمكن المزارعون من اتخاذ قرارات مبنية على البيانات، مما يزيد من أرباحهم ويحسن من جودة حياتهم.

٤-  فرص عمل جديدة: ستظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات في التكنولوجيا الزراعية وتحليل البيانات، مما يدعم الاقتصاد المعرفي.

الجهات المعنية والخطة التنفيذية

لضمان نجاح هذا المشروع، يجب أن تعمل عدة جهات بشكل متكامل ضمن خطة تنفيذية واضحة.

الجهات المعنية:

وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي: تلعب دورًا محوريًا في وضع السياسات والتشريعات الداعمة للتحول الرقمي.

وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: مسؤولة عن توفير البنية التحتية اللازمة للاتصالات والبيانات.

الجامعات والمراكز البحثية: تعمل على تطوير النماذج التكنولوجية وتدريب الكوادر البشرية.

الشركات الناشئة والمستثمرين: تقدم الحلول التكنولوجية وتمويل المشروعات الزراعية.

المزارعون والجمعيات الزراعية: يمثلون الركيزة الأساسية للتنفيذ على أرض الواقع.

الخطة التنفيذية:

 المرحلة الأولى (الاستكشاف والتحضير):

إنشاء منصة بيانات وطنية للزراعة تجمع كافة المعلومات المتعلقة بالتربة، الطقس، والمحاصيل.

إطلاق برامج تدريبية للمزارعين والمهندسين الزراعيين على التقنيات الحديثة.

المرحلة الثانية (التطبيق التجريبي):

تخصيص مناطق نموذجية لتطبيق التقنيات الحديثة بشكل تجريبي، مثل الري الذكي ومراقبة المحاصيل بالدرون.

توفير الدعم المالي والتقني للمزارعين المشاركين في هذه النماذج.

  المرحلة الثالثة (التوسع والتعميم):

توسيع نطاق التطبيق ليشمل كافة المحافظات، بالتعاون مع القطاع الخاص.

إصدار حوافز للمزارعين لتبني التكنولوجيا الجديدة (مثل قروض ميسرة لشراء الأجهزة).

ربط المزارعين بالأسواق المحلية والعالمية عبر منصات رقمية.

إن دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في القطاع الزراعي المصري سوف يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي. وإن المستقبل الزراعي في مصر يتوقف على قدرتنا على تبني مثل  هذه الخطوات في مجال الابتكار والتحول الرقمي. وان نشجع في التعليم العام والجامعي وتشجيع المبتكرين علي التفوق والابداع وان يكون لدينا جيل من الشباب والمبدعين قادرين علي التعلم والابتكار وإدارة هذه المنظومة لانها سوف تكون احد الطرق لتقارب السرعات مع العالم الخارجي الذي يسير ويتتطور بشكل كبير ويمتلك هذه التكنولوجي فليس لدينا رفاهية الوقت ولكن مطلوب الجهد والإرادة والحمد لله اننا نسير في منظومة تطوير وتحديث الدولة المصرية في ظل قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد مسيرة البناء والتنمية عاي ارض مصر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى