فيضانات البنجاب تفجر أزمة غير مسبوقة في أسعار القمح والدقيق بباكستان

أدت الفيضانات المستمرة في إقليم البنجاب، مركز الإنتاج الزراعي في باكستان، إلى ارتفاعات قياسية في أسعار القمح والدقيق. فالأمطار الموسمية الغزيرة وتدفقات المياه من الهند تسببت في فيضان أنهار رافي وتشيناب وسوتليج، ما أغرق أكثر من 2000 قرية وأجبر مليوني شخص على النزوح. وتقدّر الخسائر بتلف أو تدمير نحو 30% من مخزونات القمح الوطنية، لتشهد البلاد أسوأ أزمة منذ عقود.
قفزت أسعار القمح بنسبة 40%، إذ وصل سعر الكيس زنة 100 كجم إلى 9000 روبية في كراتشي وبيشاور وكويتا، مع توقعات ببلوغه 15 ألف روبية ما لم تتدخل الحكومة. وفي سوابي وجنوب وزيرستان ارتفع سعر الكيس زنة 50 كجم من 3000 إلى 6300 روبية خلال أسبوع، كما صعد سعر كيس الدقيق زنة 40 كجم في أوباورو – السند من 2800 إلى 4400 روبية خلال عشرة أيام.
في البنجاب بلغ سعر كيس القمح زنة 10 كجم 1000 روبية و20 كجم 2000 روبية، فيما اتهمت مطاحن القمح في السند حكومة البنجاب بفرض قيود على النقل بين المحافظات، ما أدى إلى نقص مصطنع. وفي روالبندي – إسلام آباد وصل سعر كيس الدقيق زنة 20 كجم إلى 2400 روبية مقابل السعر الرسمي 1810 روبية، بينما بلغ سعر الكيس زنة 10 كجم 1200 روبية مقابل 905 روبية رسميًا.
ارتفع كذلك سعر الدقيق الفاخر ليصل كيس 80 كجم إلى 10,500 روبية بدلًا من 7000 روبية، وزاد سعر الدقيق الأحمر من 6000 إلى 9500 روبية، ما وسّع الفجوة بين الأسعار الرسمية وأسعار السوق وأثار مخاوف المستهلكين وسط موجة تضخم مرتفعة.
في مواجهة الأزمة فرضت حكومة البنجاب حظرًا لمدة 30 يومًا على استخدام القمح في مطاحن الأعلاف بموجب المادة 144، مؤكدة تخصيص القمح فقط لإنتاج الدقيق. وكشفت التقارير أن مطاحن الأعلاف تحتفظ بمخزون يقدر بـ104,184 طنًا متريًا من القمح المخصص كعلف للدواجن.
ويتوقع خبراء السوق أن تضيف الفيضانات ما يصل إلى 100 نقطة أساس إلى معدلات التضخم، فيما يباع القمح عند أعلى مستوى له منذ عامين بسعر 4000 روبية لكل 40 كجم. كما أدى نفوق أكثر من 6100 رأس ماشية إلى تفاقم نقص اللحوم وارتفاع أسعارها.
ويطالب خبراء الاقتصاد والقطاع الزراعي الحكومة برفع حظر نقل القمح بين المحافظات، والسحب من احتياطيات الطوارئ، والسماح بالاستيراد السريع لتحقيق استقرار الأسعار والتخفيف من آثار الأزمة على الأسر الباكستانية.