حوارات و مقالات

ياسين حمدي يكتب : القلب يحب زيت الزيتون

مع اقتراب موسم عصر الزيتون يصحبه الفرح والبهجه وينادي الجد أولاده واحفاده للتجمع والذهاب الي المزرعة لحصاد الزيتون في انتظار نتيجة تعب عام كامل مع شجرالزيتون بالمزرعة ومع الحصاد وتقوم الام بتخليل جزء من الزيتون ويذهب الجد الي عم محمد ابو علي صاحب المعصرة لحجز دور لعصر الزيتون من شجر العائلة وكم كانت السعاده حين نري زيتنا يخرج من المعصرة ويتلخص تعب العام في هذه اللحظه وهذا الحال لكل جيراننا ومع التقدم العلمي والتطور والاكتشافات الحديثة اتضح بشكل جلي اهمية زيت الزيتون علي صحه الانسان عموما ونسلط الضوء علي جزء بسيط من الاكتشافات الهامة حيث اننا نعرف بحكم التعود ان الدهون المشبعة هي المتهمة بارتفاع نسب الإصابة بأمراض القلب، و ذلك قد دفع العلماء لإجراء العديد من الدراسات على أسباب أمراض القلب والشرايين، والتي أظفرت عن ارتباط أمراض القلب بالإفراط في تناول السكر المعالج.
ونشير أن هناك حالات أجرى عليها ابحاث للوقوف علي الاسباب الحقيقية لمرض القلب وكانت هذه الحالات تفرط في تناول السكر المكرر أيضا بالإضافة إلى الدهون المشبعة.
وقد أثبتت الدراسات أن النظام الغذائي الغني بالسكريات المعالجة والمكررة، يسبب ارتفاعاً في نسبة الكوليسترول بالإضافة إلى الدهون الثلاثية وتلك الدهون المنخفضة الكثافة الضارة”LDH”، وفي المقابل، ينخفض مستوى الدهون الجيدة مرتفعة الكثافة”HDL”، وقد كان هذا هو السبب الحقيقي لأمراض القلب والشرايين، فضلاً عن ارتفاع مستوى هرمون الأنسولين في الدم نتيجة للارتفاع المتكرر في مستوى السكر، والذي يؤدي إلى ما يسمى ب” *مقاومة الأنسولين*
وتعد مقاومة الأنسولين والتي تقل فيها حساسية الخلايا للأنسولين الذي يضبط مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يسبب ارتفاعاً مستمراً في مستوى سكر الدم، فيخزنه الأنسولين على هيئة الدهون في الجسم وخاصة في منطقة البطن، وذلك الذي يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والأوعية الدموية، السمنة، والسرطان.
أما الدهون المشبعة، والتي توجد في اللحوم ومنتجات الألبان وبعض الزيوت النباتية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند، فقد وجد أن الإفراط فيها يزيد من مستوى الكوليسترول الضار منخفض الكثافة “LDL” ويزيد أيضا تلك الحميد عالي الكثافة”HDL” مما يقلل من تأثيرها السلبي على القلب والشرايين مقارنة بالسكر.
وتكمن الخطورة الحقيقية في الدهون المتحولة، الناتجه من عمليه الهدرجه والتي تم التدخل الصناعي فيها لتصبح على الحالة الصلبة بدلان من حالتها الطبيعيه السائلة مثل السمن الصناعي، وبذلك تماثل السكر في تأثيرها على صحة الإنسان.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية من أجل الحفاظ على صحة القلب، بالإقلال من الدهون المشبعة، وتحث على تناول زيت الزيتون لما يتميز به من فوائد كثيرة وانه غني بالاحماض الدهنية الاحادية غير المشبعه ( حمض الاوليك ) وتتراوح نسبته من 55-83% و الدهون الصحية مثل تلك عديمة التشبع، الأحادية منها والمتعددة، والتي تتوفر في زيت بذر الكتان والمكسرات والأفوكادو، والأسماك الدهنية مثل الماكريل والسردين والسلمون، وذلك لغناهم بالأحماض الدهنية الصحية ” الأوميجا 3 و 6″.
ومن كل ما سبق، توصي المنظمات الصحية بتناول نظام غذائي صحي متوازن، يحتوي على الدهون الصحية السابقة الذكر بنسبة 30% من نسبة السعرات الحرارية الكلية، على أن لا تزيد نسبة الدهون المشبعة فيها على 10% للأصحاء و7% أو أقل لأصحاب الأمراض المزمنة.
كذلك توصي بتناول السكريات الصحية الطبيعية الموجودة في الفواكه والحليب، وتجنب السكر المضاف أو الإقلال منه بحيث لا يزيد عن 10% من السعرات الحرارية الكلية، كذلك تجنب السكر المخبأ الموجود في الدقيق الأبيض والحلويات والأيس كريم ومنتجات السوبر ماركت.
*الخلاصة*
كلما كان غذاؤنا من الأرض والطبيعة وكلما ابتعدنا عن كل ما هو مصنع واعتدلنا في كميات الطعام، عشنا أصحاء.
زياده الاعتماد علي الاغذية المصنعه ومعالجه حرارية تزيد من اوميجا 6 وهي تضر بالجسم وتقلل المناعه وتزيد الالتهابات والامراض في المقابل اوميجا 3 المتوفر في الاسماك وزيت الزيتون والمكسرات يساهم في زياده المناعه وتقليل الالتهاب ويجب الحصول علي السكر من مصادرة الطبيعيه والابتعاد عن السكر المكرر قدر الامكان .

م/ ياسين حمدي
خبير وقاضي دولي في زيت الزيتون
عضو الجمعية العلمية – جامعة الاسكندرية

 

سعيد محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين ومتخصص فى مجال الزراعة والأراضي والمياه والبيئة والانتاج الحيواني والداجني وصادراتهم
زر الذهاب إلى الأعلى