د حنان عبدالعزيز تكتب: نبات «الرجلة» وقيمته الغذائية والصحية

باحث بقسم حاصلات بستانية معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية-مصر
نبات الرجلة الاسم العلمي: Portulaca oleracea L)و ينتمي إلى الفصيلة الرجلية (Portulacaceous)، ومن أسمائها الأخرى: البَقْلَة المُبَارَكَة، أو البَقْلَة اللَّيِّنَة، أو البَقْلَة، أو الفَرْفَح، أو الفَرْفَحِين، أو الفَرْفَحَى، أو الفُرْفِير، أو الرِجْلَة، أو الرجلية، أو الردروت، أو رجل الإوز، أو سالف العروس، وهي نبات عُشبيّ عصاريّ يتراوح طوله بين 10-30 سنتيميترا.
وتمتلك سيقان نبات الرجلة لوناً بنيّاً مُحمّراً، وتُعدُّ أوراقُها إسفينية الشكل وتقابل بعضها البعض في النمو على الساق، وبذورها صلبة وذات لون أسود، وينمو نبات الرجلة في مُختلف البيئات الطبيعية، مثل؛ البساتين، والكروم، وحقول المحاصيل، والحدائق، وغيرها، وينتشر استخدامه في آسيا، وبلدان الشرق الأوسط في الطعام، بالإضافة إلى استخداماته الطبية قديماً.
القيمة الغذائية لنبات الرجلة
- مصدر للفيتامينات
غني بفيتامين أ وهو قيمة طبيعية مضادة للأكسدة. حيث تحتوي الرجلة على أعلى نسبة من فيتامين أ بين الخضروات الورقية الخضراء. كما أنه يحتوي على فيتامين ج وفيتامينات ب المعقدة مثل الريبوفلافين والنياسين والبير دوكسين. كل 100جم من هذه العشبه تحتوي علي 1320 وحده من فيتامين أ ، و 21 مل جم من فيتامين ج .
- مصدر لاحماض أوميجا 3 الدهنية:
وتعتبر الرجلة هي واحدة من أغنى المصادر النباتية الخضراء لأحماض أوميجا 3 الدهنية. يحتوي على انخفاض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية>
ويرفع البروتين الدهني المفيد عالي الكثافة. علاوة على ذلك، فإن قدرة أحماض أوميجا 3 الدهنية على تقليل سمك الدم قد تكون مفيدة في علاج أمراض الأوعية الدموية.
على عكس زيوت السمك التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والسعرات الحرارية، توفر الرجلة أيضا مصدرا ممتازا لأحماض أوميجا 3 الدهنية المفيدة بدون كوليسترول زيوت السمك ، لأنها لا تحتوي على الكوليسترول. هناك 3 أنواع من الرجلة، وهي الأخضر والذهبي والصنف الذهبي ذو الأوراق الكبيرة.
مكونات العناصر في الرجلة
تحتوي أوراق الرجلة على محتويات أعلى من حمض ألفا لينولينيك (18: 3 w3) وألفا توكوفيرول وحمض الأسكوربيك والجلوتاثيون مقارنة بأوراق السبانخ. حيث مائة جرام من أوراق الرجلة الطازجة (حصة واحدة) تحتوي على حوالي 300-400 مجم من 18: 3 w3 ؛ 12.2 مجم من ألفا توكوفيرول .
كما تحتوي أوراق الرجلة علي 26.6 مجم من حمض الأسكوربيك ، و 1.9 مجم من بيتا كاروتين ، و 14.8 مجم من الجلوتاثيون. كما أنه يحتوي على 0.01 مجم لكل جرام من حمض الإيكوبنتانويك (EPA). كما ان الرجلة هي أغنى مصدر لحمض جاما لينولينيك (LNA، 18: 3 w3) (4 مجم / جم من الوزن الطازج) لأي خضروات ورقية خضراء.
كما أنه يحتوي على كمية صغيرة من حمض إيكوسابنتانويك (EPA. 20: 5 w3) (0.01 مجم / جم من الوزن الطازج) ،(حمض الدوكوساهيكسانويك ، DHA) بالإضافة إلى 22: 5 w3 (حمض الدوكوسابنتانويك ، DPA) .
ويحتوي هذا النبات على الفلافونيدات تختلف مستوياتها باختلاف أجزاء النبات حيث توجد اعلي مستوياتها في الجذر يليه الساق والورق.
كما يحتوي هذا النبات علي ست أنواع مختلفه من الفلافونيدات بما في ذلك الكايمبفيرول، والميريستين، و اللوتولين، و الابيجينين، و الكيرسيتين، و الجينستين. كما توجد ماده كيمائية مضادة للبكتيريا والفيروسات و هي القلويدات بما في ذلك الدوبامين و النورادرينالين و يكون محتواهم اعلي في الأوراق مقارنة بالساق و البذور. حيث هذه الماد تظهر انشطه سامة ضد خلايا السرطان البشرية.
- مصدر غني بالمعادن
كما تحتوي الرجلة على العديد من المعادن، فهي مصدرٌ جيدٌ للبوتاسيوم؛ حيث يحتوي الـ 100 جرامٍ منها على 14% من الاحتياج اليوميّ منه، والذي يساهم في تنظيم مستوى ضغط الدم.
كما يحتوي الـ 100 جرامٍ من نبات الرجلة على 17% من الاحتياج اليوميّ من المغنيسيوم الذي له دورٌ في عمل ما يزيد عن 300 إنزيمٍ في الجسم، وتحتوي الكمية ذاتها من الرجلة على 7% من الكمية المُوصى باستهلاكها من الكالسيوم، وهو أكثر المعادن توفراً في الجسم.
كما أنّه مهمٌ لصحة العظام، كما تحتوي الرجلة على كميّاتٍ بسيطةٍ من الفسفور، والحديد حيث إنّ هذه الكمية توفر 11% من الاحتياج اليومي منه، ومن الجدير بالذكر أنّ النباتات الأكبر عمراً والأكثر نضوجاً تحتوي على المعادن بشكلٍ أكبر من النباتات الأصغر. ولذا تحافظ علي صحه الهيكل العظمي و تمنع المضاعفات الناتجة عن هشاشة العظام و الشيخوخة.
الفوائد الصحية لنبات الرجلة
- التحسين من حالة مرضى السكري من النوع الثاني:
حيث أشارت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Medicinal Food عام 2016 إلى أنّ تناول مُستخلص الرجلة من قِبل المصابين بالسكري من النوع الثاني من شأنه التقليل من مستوى سكر الدم التراكميّ لديهم، إضافة إلى أنّه خفض مستوى ضغط الدم الانقباضيّ.
حيث أشارت دراسة أولية أجريت على الفئران ونُشرت في مجلة CNS & Neurological Disorders – Drug Targets عام 2013 إلى نبات الرجلة قد يساعد على حماية الخلايا العصبية من العوامل البيئية المُحيطة التي قد تؤثر في إحدى المسارات المكونة للألياف العصبية في الدماغ والتي تُدعى بالمسارات الدوبامينية (،كما قد يقلل من خطر حدوث التلف في خلايا الدماغ والإصابة بمرض باركنسون.
فقد أشارت دِراسةٌ مخبرية نُشرت في مجلة International Journal of Biological Macromolecules عام 2009 إلى أنّ نبات الرجلة وتحديداً السكريات المُتعددة فيه تكافح الجذور الحرة المُتراكمة في الجسم لامتلاكه خصائص مضادة للأكسدة، وتحسين عمل الجهاز المناعي؛ حيث إنه قد يثبط من عملية انحلال كريات الدم الحمراء، ويزيد من تكاثر الطحال والخلايا اللمفاوية البائية والتائية.
كما تقلل خطر الإصابة بالسمنة: حيث أشارت دِراسة أولية أُجريت على الفئران ونشرت في مجلة Malaysian Journal of Nutrition عام 2010 إلى احتمالية دورِ المُستخلص الإيثانولي لنبات الرجلة في التقليل من زيادة الوزن، ومستوى سكر الدم، وحساسية الإنسولين، إضافة إلى أنّ انخفاض مستوى الدهون الثلاثية، والكوليسترول الكليّ، والكوليسترول السيئ الذي اعتمد على مقدار الجرعة المستهلكة من قِبل الفئران التي اتبعت نظاماً غذائيّاً غنيّاً بالدهون.
كما يقوم بالمساعدة على تعزيز المناعة: فقد أشارت دراسةٌ أولية أجريت على الفئران ونشرت في مجلة Journal of Ethnopharmacology في عام 2018 إلى أنّ مُستخلص أسيتات الإيثيل لأوراق نبات الرجلة قد يزيد من عمليّة البلعمة الدفاعيّة عن الجسم، ومن مستوى إنزيم ليزوزيم الذي يرفع من سرعة تحطيم جدار البكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة، حيث أوضحت دراسة سريريه أن استهلاك مستخلص أوراق نبات الرجلة بمقدار180 ملجم / يوم لمدة 12 أسبوع يعمل على خفض مؤشر كتلة الجسم لمرضى السكري (النوع الثاني).
كما أوضحت دراسة أجريت على 30 مصاب بمرض السكري (النوع الثاني)، أن استهلاك 10 جم / يوم من مسحوق بذور الرجلة مع نظام غذائي وممارسة الرياضة يمكن أن يقلل بشكل كبير من مستويات سكر الدم، كذلك أظهرت التجارب السريرية أن إتباع نظام غذائي لمدة 45 يومًا يحتوي على 50 جرام / يوم من الأوراق الطازجة وسيقان نبات الرجلة يقلل من مستويات مصل LDL-C، والكولسترول الكلى، والدهون الثلاثية ومؤشر كتلة الجسم.
كما أشارت الدراسة أن مستخلص النبات أدى إلى خفض معنوي في معدلات الدهون. كما أثبتت الدراسات أن مستخلص نبات الرجلة له تأثير مفيد في تقليل التأثيرات السمية الناتجة عن بقايا المبيدات.
- تأثير الرجلة على الوقاية من السرطان:
يشير مصطلح السرطان الي العديد من الامراض التي تنتج بفعل تطور الخلايا بشكل غير طبيعي و انقسامها المفرط و الخارج عن سيطرة الجسم مما يسبب انتشارها في الجسم و التسبب بتدمير انسجته الطبيعية حيث يبدا بخلل في الحمض النووي الموجود في الخلية والذي تتمثل وظيفته في توجيه الخلية للقيام بعملها من نمو و انقسام و وظائف ويعرف الخلل الذي يصيب الحمض النووي بالطفرات الجينية.
و يتسبب حدوثها في انتاج العديد من الخلايا الجديدة عن طرق تحفيز انقسامها، عدم قدرة الخلية علي التوقف عن النمو و عدم قدرة جينات اصلاح الحمض النووي علي تصحيح أي أخطاء تصيب الحمض النووي وحيث ان الرجلة غنية بالأحماض الدهنية الغير مشبعة و الفيتامينات و الفلافونيدات و المركبات الكيمائية التي تدمر كل الخلايا السامه و الخطيرة في الجسم
تعمل علي تقليل الجذور الحرة و بالتالي تقليل مخاطر تلف الخلايا و بالتالي نقلل من خطر الإصابة كما انها غنية بحمض الفوليك مما يساعد في الانقسام الامن للخلايا و بالتالي تعزيز تكرار الحمض النووي و اصلاحه و لذا فقد اجيرت احدي الدراسات علي زيت بذور الرجلة لإثبات فعاليتها في علاج سرطان الكبد حيث تم تعريض خلية سرطان الكبد الي زيت بذور الرجلة لمده 24 ساعه بجرعات مختلفة و اجراء اختبارات حيث تبين القضاء علي 27% من الخلايا السرطانية عند استخدام جرعه 250 ميكرو جرام/مل و46% لجرعه 1000 ميكرو جرام/مل من زيت بذور الرجلة.
كما تشير بعض الدراسات الي قدرة مستخلص الرجلة في منع نمو الخلايا الجذعية لسرطان القولون وفقا لجرعات مدروسة من هذا المستخلص، حيث تم إعطاء بعض الفئران من سلالة البينو جرعات من مستخلص الرجلة بتركيز يتراوح ما بين 0.07 الي 2.25 ميكروجرام/مل بعد حقنهم بمواد خاصة في الخلايا الجذعية للتأكد من نمو الورم لديهم .
حيث وجد انها تعمل علي تثبيط نمو الخلايا السرطانية و الجذعية كما تم إجراءه علي الفئران لتقييم فاعلية الرجلة في مكافحة سرطان الرحم ، حيث وجد ان مستخلص الرجلة له تأثير في اعاقه نمو الورم بالإضافة الي تثبيط تكاثر الخلايا السرطانية في عنق الرحم ، حيث تعتمد آليه علمه علي إيقاف طور النمو الأول من مراحل دورة نمو الخلية.
- الرجلة كمضاد للالتهابات:
اظهر المستخلص الايثانولي لنبات الرجلة تأثيرات وقائية عن طريق قمع الاجهاد التأكسدي و الأنشطة الالتهابية حيث يعمل علي تحفيز قمع السيتوكينات المسببة للالتهاب حيث يقوم بتنظيم السيتوكينات الالتهابية و مستقبلات الفيروكسيوم و موت الخلايا المبرمج حيث ان استخدام مستخلص الرجلة ( 100، 300مل جرام/كيلوجرام) يقلل بشكل ملحوظ من السيتوكينات الالتهابية و التليف و تكوين الاوعية الدموية و العوامل المؤكسدة و بينما زاد السيتوكين المضاد للالتهاب و عامل الجلوتايثيون المضاد للأكسدة و بالتالي يسرع بشكل ملحوظ من مسار التئام الجروح.
أضرار نبات الرجلة:
درجة أمان نبات الرجلة تُعدُّ نبتة الرجلة آمنة للاستهلاك البشري، وهي من النباتات الغنية بالمواد الغذائية وفيما يتعلق أيضاً بالحامل والمرضع، فإنّ المعلومات حول درجة أمان استهلاكها تُعدُّ قليلة.
ولا توجد أدلة كافية فيما يتعلق بتأثير استهلاك نبات الرجلة في انقباضات الرحم، حيث إنّ الأدلة متعارضة، وبالتالي في حال استهلاكها من قِبل كلٍ من الحامل والمُرضع فإنّه يُنصح تناولها بكميات معقولة محاذير استخدام نبات الرجلة يبنغي على الأشخاص الذين سبقت إصابتهم بحصوات المسالك البولية تجنب استهلاك الرجلة وبخاصة إن كانت بكميات كبيرة، حيث إنّها تحتوي على حمض الأكساليك (، وهي مادة طبيعية توجد في النباتات الورقية الخضراء، وبعض الخضراوات، والفواكه، وتزيد كميتها لدى نبات الرجلة مقارنة بالسبانخ -الذي يُعدّ من الأطعمة الغنية بمحتواها من هذا الحمض- بما يُعادل 30%، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول كميات كبيرة من حمض الاكساليك لا تشكل ضررا للعديد من الأشخاص