في خطوة لتعويض العجز في الإنتاج المحلي وضمان الأمن الغذائي، أعلن المغرب عن استيراد 3.5 مليون طن من القمح اللين من فرنسا خلال الموسم التسويقي 2025/2026، في ظل استمرار موجات الجفاف التي تؤثر على الإنتاج المحلي.
وأوضح فيليب هوسيل، رئيس العلاقات الدولية بشركة إنترسيرياليس الفرنسية، أن الشحنات ستغطي نحو 64% من احتياجات المغرب من القمح اللين، والتي تصل إلى 5.5 ملايين طن خلال الموسم الحالي، بحسب وكالة رويترز. مقارنة بالموسم السابق، الذي بلغ فيه حجم الواردات من فرنسا 1.5 مليون طن فقط، يعكس هذا ارتفاعًا كبيرًا في الاعتماد على السوق الفرنسية.
وتشير بيانات وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) إلى أن إجمالي إنتاج المغرب من القمح (اللين والصلب) سيصل إلى نحو 3.5 ملايين طن في 2025، مقابل احتياجات تتجاوز 7.5 ملايين طن، ما يجعل الاستيراد ضرورة لتلبية الطلب المحلي على الخبز، المكون الأساسي في النظام الغذائي المغربي.
لتعزيز استقرار السوق، قررت الحكومة المغربية تمديد نظام استرداد قيمة واردات القمح اللين حتى 31 ديسمبر 2025، عبر الهيئة الوطنية للحبوب (ONICL)، لمنح المستوردين علاوات ثابتة لتخفيف أثر تقلبات الأسعار العالمية.
وأشار عمر يعقوبي، رئيس الاتحاد الوطني لتجار الحبوب والبقوليات، إلى أن المستوردين يسعون أيضًا لتنويع مصادر التوريد من دول مثل روسيا، ألمانيا، بولندا، والأرجنتين التي تقدم أسعارًا أكثر تنافسية.
وتوضح بيانات مرصد التعقيد الاقتصادي (OEC) لعام 2023 أن واردات المغرب من القمح توزعت بين فرنسا (663 مليون دولار)، كندا (399 مليون دولار)، ألمانيا (307 ملايين دولار)، رومانيا (97.9 مليون دولار)، وبولندا (82.6 مليون دولار).
ويؤكد تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة (OECD-FAO Outlook 2025-2034) على ضرورة زيادة الاستثمار في الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الواردات مستقبلاً، رغم أن الاستيراد يظل الحل الأساسي حاليًا لتلبية الطلب المتزايد.






