تراجع المياه الجوفية يهدد واحات النخيل في موريتانيا بسبب التغير المناخي
يشهد قطاع إنتاج التمور في موريتانيا أزمة متفاقمة نتيجة تأثيرات التغير المناخي، التي باتت تهدد نظم الواحات التقليدية في البلاد، وفق تقرير بثته قناة “فرانس 24” ضمن برنامجها الأسبوعي في عمق الحدث.
وخلال موسم “الغيتنة” (Guetna)، وهو مهرجان صيفي يحتفى فيه بجني التمور، ظهرت مخاوف واسعة بين المزارعين، بعدما أصبحت واحات الصحراء الموريتانية مهددة بالزوال جراء تراجع معدلات الأمطار وتقلص الطبقات الجوفية التي كانت تغذي أشجار النخيل منذ قرون.
وأوضح التقرير أن الواحات الموريتانية، التي تمثل بيئة مثالية لزراعة النخيل، تعتمد على طبقات مياه جوفية قريبة من السطح، إلا أن انخفاض الأمطار وتزايد موجات الجفاف أديا إلى تراجع هذه الموارد بشكل مقلق، ما ينذر باندثارها تدريجيًا. كما أشار إلى أن الأراضي الصالحة للزراعة في موريتانيا لا تتجاوز 0.5% من إجمالي المساحة، مما يجعل أي تدهور في الواحات تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي الوطني.
ويحذر خبراء البيئة والزراعة من أن استمرار التغير المناخي قد يؤدي إلى فقدان مصدر الدخل الرئيسي لعشرات الآلاف من سكان المناطق الواحية، الذين يعتمدون على زراعة النخيل منذ أجيال، باعتبارها الركيزة الأساسية للاقتصاد المحلي.
وأضاف التقرير أن المناخ المتغير يفرض سيطرته على النظم البيئية الصحراوية، ما ينعكس سلبًا على التوازن البيئي والإنتاج الزراعي في واحدة من أكثر المناطق هشاشة في القارة الإفريقية.
وفي الوقت نفسه، يواجه موسم الغيتنة تحديات غير مسبوقة، إذ خيمت أجواء القلق على الاحتفالات السنوية بجني التمور، وسط مخاوف من مستقبل هذا المحصول الحيوي في ظل التقلبات المناخية المتزايدة.






