زراعة

د مريم بدير تكتب: حقيقة لا يرويها الكارهون

معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية- مصر

هناك من يهاجم… وهناك من يعمل في صمت، ولكن وسط ضجيج الانتقادات، تبقى الحقيقة واضحة لمن يُنصف: مصر تتغير.

فلن يخبرك أحد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أسقط ديون آلاف الفلاحين الذين أثقلتهم الأعباء، ليعيد إليهم القدرة على الزراعة والإنتاج.
كما لن يتحدثوا عن الأربعة ملايين فدان الجديدة التي أعادت الحياة إلى الصحراء، لتتحول إلى حقول ومزارع خضراء.
ولن يتحدثوا عن أن مصر أصبحت اليوم أكبر دولة إفريقية منتجة للقمح، بعد أن كانت تعتمد لعقود على الاستيراد.
ولن يرووا أن الصادرات الزراعية المصرية باتت تغزو الأسواق العالمية، وأن عائدها في بعض الفترات تجاوز عائد قناة السويس.

وسيتجاهلون أثر مبادرات مثل «تكافل وكرامة» و«حياة كريمة» التي أعادت الكرامة والأمان الاجتماعي لملايين الأسر في الريف والمناطق الفقيرة.
وسيتغاضون عن ملايين الأسر التي غادرت مساكن الإيجار الصعبة لتسكن وحدات سكنية آمنة بفائدة ميسّرة، تتحمل الدولة معظمها دعمًا للمواطن.
كما لن يتحدثوا عن نهاية قوائم انتظار العمليات الجراحية الكبرى التي كانت تمتد لأشهر طويلة، وعن التطور الملموس في الخدمة الصحية.

9 في عين الحسود

  • لن يرووا لك كيف تحوّلت مصر من واحدةٍ من أكثر دول العالم إصابة بفيروس «C» إلى نموذج عالمي في القضاء عليه، تشهد له منظمة الصحة العالمية.
  • لن يذكروا أن الدولة أنشأت 19 مدينة جديدة، لتخفف الزحام وتفتح آفاقًا جديدة للحياة الحديثة.
    ولن يقولوا إن شبكات الطرق والمواصلات أصبحت تضاهي أفضل ما في العالم، وأن السفر داخل مصر أصبح أسرع وأكثر أمانًا.
  • سيغفلون عن حقيقة أن الصناعة المصرية باتت تغزو الأسواق من الأجهزة الكهربائية إلى الموبايلات بعد أن كانت تُستورد بالكامل.
  • لن يذكروا أن مصر أصبحت تنتج كهرباء تعادل 15 ضعف إنتاج السد العالي، وأنها دخلت مرحلة متقدمة في الطاقة النظيفة من الشمس والرياح والهيدروجين الأخضر.
  • سيمرّون مرور الكرام على النهضة التعليمية التي رفعت ترتيب الجامعات المصرية عالميًا أكثر من عشر مرات في عقدٍ واحد.
  • سيغيب عن أحاديثهم أن الحلم النووي المصري الذي بدأ في عهد عبد الناصر تحقق أخيرًا، بدخول مصر رسميًا نادي الدول النووية للأغراض السلمية.
  • لن يذكروا أن شبكة السكك الحديدية جرى تجديدها بالكامل، وأن المصري بات يسافر بأمان وراحة بعد سنوات من المعاناة.
  • لن يسلطوا الضوء على أن الجيش المصري بات يملك قدرات دفاعية متقدمة جعلته ضمن أقوى جيوش العالم، وسندًا لحماية الأمن القومي والإقليمي.
  • لن يتحدثوا عن تحويل 80% من العشوائيات إلى مناطق حضارية تبهرك بجمالها ونظامها، بعدما كانت تُعدّ بؤرًا للنسيان والمعاناة.

وهذه مجرد أمثلة من مسيرة طويلة تمتلئ بالإنجازات التي لا تُحصى، وإن تجاهلها البعض، فإن الواقع يرويها بوضوح.

كما تشهد مصر في الفترة الأخيرة سلسلة من التطورات التي تعكس استمرار مسيرة البناء والتحديث في مختلف المجالات:

  • فأطلقت الحكومة صكوكًا دولية جديدة بقيمة تقارب 1.5 مليار دولار بعوائد تنافسية، ضمن خطة لتنويع مصادر التمويل وتعزيز الثقة في الاقتصاد المصري.
  • تراجع معدل التضخم إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، ما يمهّد الطريق لخفض أسعار الفائدة وتنشيط الاستثمار المحلي.
  • تستعد القاهرة لحدث عالمي في نوفمبر 2025 مع الافتتاح الكامل للمتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم وأحد أبرز المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين.
  • يتواصل تنفيذ مشروع تحلية مياه البحر الأكبر عالميًا لتأمين احتياجات الأجيال المقبلة من المياه وتعزيز الأمن المائي الوطني.
  • كما تستمر الدولة في التوسع الزراعي واستصلاح الأراضي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية وتقليل الاعتماد على الواردات.

نجاحات مصرية تبهر العالم

ولا يمكن الحديث عن إنجازات مصر دون التوقف أمام دورها العربي والإقليمي الذي لم ينقطع يومًا.
ففي القضية الفلسطينية، ظلّت مصر رغم كل الصعاب الصوت العاقل والضمير الحيّ للأمة العربية، تتحرك من منطلق المسؤولية لا المزايدة، وتضع الإنسان قبل الشعارات.
وبفضل تحرّكاتها الدبلوماسية وجهودها المتواصلة، نجحت مصر في قيادة مفاوضات وقف إطلاق النار وتخفيف معاناة المدنيين، مثبتةً أن قوتها الحقيقية لا تكمن في سلاحها فقط، بل في حكمتها وقدرتها على صناعة التوازن وسط أزماتٍ تعصف بالمنطقة.

لقد كانت ولا تزال مصر حجر الزاوية في استقرار الشرق الأوسط، والجسر الذي يربط بين الأطراف حين تتباعد المواقف.
ومن محيطها العربي إلى عمقها الإفريقي، تؤكد حضورها كقلبٍ نابض بالمسؤولية، وكصوتٍ يُسمع حين يصمت الآخرون.

ومع كل ذلك، يظل البعض يبحث عن السلبيات فقط. نعم، هناك فساد، كما في أي دولة.. والحقيقة أن الفساد ليس مصريًّا المنشأ، بل إنسانيّ الطابع.

وقد يتحدث البعض عن الفساد وكأنه مشكلة تخص مصر وحدها، بينما الحقيقة أن الفساد ظاهرة عالمية لا تخلو منها أي دولة، حتى أكثر الدول تقدمًا. ولكن هناك دول تُغطيه بالبيروقراطية والسرية، ودولٌ أخرى تواجهه بالشفافية والرقابة والمحاسبة.

مصر اختارت المواجهة لا الإنكار

بدأت الدولة في محاصرة الفساد بالتحول الرقمي والميكنة، وتقليل التعامل المباشر بين المواطن والموظف، وتوسيع دائرة الشفافية والرقابة وهو ما يُغلق كثيرًا من منافذ الفساد التي تراكمت عبر عقود.

نعم، الفساد لا يختفي بين ليلة وضحاها، لأنه ليس مجرد خطأ إداري بل ثقافة وسلوك اجتماعي، ولكن التغيير الحقيقي بدأ، والإصلاح المؤسسي يسير بخطى ثابتة وإرادة سياسية لمحاصرته وعدم التواطؤ معه، وهذه الإرادة موجودة اليوم، واضحة وفعالة.

ومع وعي الناس ومحاسبة المسؤولين، تتشكل تدريجيًا منظومة أكثر نزاهة وعدلًا، وهكذا، تمضي مصر بثباتٍ نحو مستقبلٍ تُصنع ملامحه على أرض الواقع لا على الورق.

بلدٌ يواجه التحديات بعزيمة لا تلين، ويُعيد بناء نفسه من القاعدة إلى القمة، خطوة بخطوة، في صمتٍ وإنجاز.

ورغم كل ما يُقال أو يُشكَّك فيه، تبقى الحقيقة واضحة:

هناك وطن يعمل، وشعب يصبر، ودولة تُصرّ أن تترك لأبنائها غدًا أفضل.

تحيا مصر.. بالعقل والعمل والإرادة.

تحيا مصر.. إرادتها التي لا تُهزم، وبعقول أبنائها التي لا تعرف المستحيل.

تلك هي الحقائق التي لا يرويها الكارهون، ولكن تشهد عليها أرض مصر كل يوم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى