الفاو: أسبوع القاهرة للمياه منصة لتحويل تحديات ندرة المياه إلى فرص للتعاون

أكد الدكتور عبد الحكيم الواعر، مساعد المدير العام والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، أن أسبوع القاهرة للمياه يعكس إرادة جماعية لتحويل تحديات ندرة المياه والأمن الغذائي وتغير المناخ إلى فرص للتعاون والابتكار.

جاء ذلك خلال افتتاح النسخة الثامنة من أسبوع القاهرة للمياه، حيث أوضح أن الحدث أصبح منصة محورية لتبادل المعرفة وتعزيز الشراكات، مشددًا على أهمية أن تسهم مداولات الأسبوع في صياغة أجندة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في الإمارات 2026.

وأشار الواعر إلى أن الفاو ستحتفل في 16 أكتوبر الجاري بمرور 80 عامًا على تأسيسها، مؤكّدًا استمرار التزام المنظمة بمكافحة الجوع والفقر وتعزيز صمود النظم الزراعية في ظل شح المياه من خلال الإدارة المتكاملة للموارد والزراعة الذكية مناخيًا.

وأوضح أن الفجوة التمويلية لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة تتجاوز تريليون دولار سنويًا، مع انخفاض التمويل الرسمي للقطاع، ما يجعل ضعف الحوكمة والاستثمارات المحدودة من أبرز العقبات أمام التقدم. وأضاف أن كفاءة استخدام المياه عالميًا ارتفعت 20% بين 2015 و2021، لكن 58% من الدول لا تزال تظهر مستويات منخفضة، خاصة الدول الزراعية، فيما لم يتحقق الفصل بين النمو الاقتصادي واستهلاك المياه في أي منطقة بعد.

ولفت إلى أن الإجهاد المائي العالمي ارتفع 2.7% منذ 2015 ليصل إلى 18.6% في 2021، فيما بلغت النسبة 120% في شمال إفريقيا، الأعلى عالميًا، مشيرًا إلى أن 14 دولة عربية ضمن قائمة الدول العشرين الأعلى عالميًا في معدلات الإجهاد المائي، ولجأت بعض الدول إلى تحلية المياه وإعادة استخدامها واستيراد الغذاء لتلبية الطلب المتزايد.

وأكد أن الزراعة تستهلك نحو 80% من المياه العذبة في المنطقة، ما يجعلها أكثر القطاعات تأثرًا بالإجهاد المائي، مضيفًا أن النزاعات في بعض الدول فاقمت الأزمات الغذائية، واستشهد بتقرير الأمم المتحدة لعام 2025 الذي كشف أن 295 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في 53 دولة، بينها غزة والسودان واليمن.

وأوضح أن رؤية الفاو ترتكز على ضمان حصول الجميع على غذاء آمن ومغذٍ مع الحفاظ على النظم البيئية، مشددًا على أهمية إعادة تصميم آليات التمويل لجذب الاستثمارات المستدامة، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد، وبناء القدرات البشرية وتطوير نظم البيانات والحوكمة المتكاملة.

واختتم الواعر بدعوة لتوحيد الجهود وتعزيز الشراكات، مؤكدًا أن مواجهة أزمة ندرة المياه تتطلب تعاونًا جماعيًا وتكاملًا فعّالًا لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية لتحقيق التنمية المستدامة.