د رحاب عبدالسلام تكتب: الهرمونات والتغذية السليمة
باحث أول بمعهد تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية – مصر
إتلعب الهرمونات دورًا حيويًا في تنظيم العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتغذية السليمة من حيث إنتاجها ووظيفتها وتأثيرها على صحة الجسم.
أولا:- الهرمونات
هي رسائل كميائية تفرز من عدد من الغدد أو أعضاء أو أنسجة من الجسم لتنتقل إلى مجرى الدم لتقوم بتنظيم الوظائف الحيوية المختلفة المستهدفة في أماكن مختلفة في الجسم مثل التمثيل الغذائي والنمو والتكاثر والدورة اليومية للنوم والأستيقاظ والأستجابة للضغوط وتنظيم ضغط الدم وتنشيط أنزيمات معينة تقوم بعمليات حيوية هامة في الجسم مثل تنشيط إنزيم اللاكتيز الذي يقوم بهضم سكر اللبن وغيرها من العمليات الحيوية المختلفة.
ومن أشهر هذة الهرمونات هي الأنسولين والكورتيزول و الهرمونات الجنسية (التستوستيرون والبروجسترون والأستروجين) و هرمونات الغدة الدرقية مثل الثيروكسين والكالسيتونين وأيضا هرمونات تنظيم عمليات الجوع والشبع (الجريلين واللبتين).
وتتم عملية إفراز الهرمونات في مجرى الدم خلال آلية عامة وهي “نظام الغدد الصماء” وتشمل مراحل التنشيط من خلال محفز داخلي أو خارجي ثم التصنيع والتخزين ثم الأفراز ثم الأستهداف ثم التأثير ثم التوقف.
ثانيا:- تأثير التغذية السليمة على التوازن الهرموني:-
تؤثر التغذية السليمة على سيمفونية النظام الهرموني الجيدة وتحافظ عليها في تناغم ويكون محصلة ذلك تأثير إيجابي على الصحة العامة. وفيما يلي بعض الأغذية الصحية التي تدعم النظام الهرموني بالجسم:-
۱- تناول الألياف المعقدة والكربوهيدرات (البقوليات والحبوب والخضروات) تؤدي إلى إرتفاع تدريجي في سكر الدم مما يؤدي لإفراز كميات مناسبة من إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس فيحافظ على البنكرياس في صحة جيدة كما يقلل من فرص حدوث مقاومة الخلايا للهرمون فيقوم بوظيفته بصورة جيدة.
۲- عدم تخطي الوجبات الغذائية اليومية” التجويع” أو إتباع حمية غذائية قاسية أو الإفراط في تناول الكافيين على مدار اليوم يحافظ على مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم ويجعله يقوم بدوره على أفضل وجه وهو رفع مستوى السكر في الدم ليوفر طاقة سريعة للجسم في أوقات التوتر كما يقوم بتنظيم ضغط الدم والجهاز المناعي وعمليات الأيض والنوم والمزاج وصحة العظام والتطور الجنسي والتكاثر,
كما يحافظ على صحة الغدة الكظرية التي تفرز هرمون الكورتيزول التي قد يحدث بها قصور الكظري مسببا مرض أدينسون مسببا نقص في الوزن والتعب والإعياء الشديد وإنخفاض ضغط الدم وتصبغ في الجلد أو قد يحدث فرط في نشاط الغدة مسببا متلازمة كويشنج مسببة زيادة في الوزن خاصا الوجة والجذع وتصبغ الجسم وزيادة التعرق .
۳- تناول الأطعمة الغنية بالزنك وفيتامين د والأحماض الدهنية من النوع أوميجا-3 مثل السالمون والأسماك الدهنية والمحار والمكسرات والأفوكادو وكذلك الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة مثل الشيكولاتة الداكنة والرمان والتوت والشاي الأخضر والتمر الذي يعتبر غني بالألياف تؤثر هذة الأنواع من الأطعمة على توازن إنتاج الهرمونات الستيرويدية مثل التستوستيرون والبروجسترون والأستروجين .
٤- الأغذية الغنية بعنصري اليود مثل الملح المدعم باليود والمأكولات البحرية والأعشاب البحرية والسيلنيوم مثل التونة والسردين والبيض والجوز تحافظ توازن إنتاج هرمونات الغدة الدرقية (الثيروكسين وثلاثي يودوسيرونين والكالسيتونين) التي تعمل على تنظيم سرعة الأيض في الجسم وتنظيم درجة حرارة الجسم وضغط الدم وتنظيم معدل ضربات القلب وتنظيم كمية البروتين المنتجة .
كما يحافظ على صحة الغدة الدرقية نفسها والتي قد يحدث بها قصور مسببا مرض الجويتر وهوتضخم الغدة الدرقية بالأضافة لأمراض القلب أو العقم أو الأعتلال العصبي المحيطي مسببا أعراض مثل الوخذ في اليدين والقدمين نتيجة تلف الأعصاب الطرفية أوإرتفاع الكوليسترول وقد يحدث فرط نشاط في الغدة الدرقية مسببا أمراض مثل الرجفان الأذيني للقلب أو هشاشية في العظام ومشاكل في الحمل مثل الأجهاض أو الولادة المبكرة أو تسمم الحمل ومشاكل في الجلد والعينين.
٥- تناول الأغذية الطبيعية غير المصنعة والخالية من المواد الحافظة والكربوهيدرات المعقدة والأغذية الغنية في البروتينات والغنية في الميلاتونين مثل المكسرات والعنب تدعم التوازن في إنتاج هرمون النمو الذي ينتج من الفص الأمامي للغدة النخامية والذي يحفز نمو والحفاظ على صحة العضلات والعظام ويحافظ على توزيع جيد للدهون في الجسم.
٦- تناول الأغذية الخالية من الهرمونات والمضادات الحيوية تقي من حدوث إستجابات حساسية و إلتهابات داخل الجسم كما تحافظ على عدم حدوث إختلال هرموني خاصة بالنسبة لهرمونات الغدة الدرقية والأنسولين حيث يحدث مقاومة أنسولين وزيادة مستويات الكوريتيزول وتقليل حساسية الخلايا للإستجابة للإشارات الهرمونية وأمراض مثل السمنة وتكيس المبايض.
٧- تناول أغذية الفول الصويا المتخمرة وتجنب الإفراط في تناول الفول الصويا غير المتخمر وبذور الكتان لأنها تؤدي إلى خلل في توازن هرمون الأستروجين في الجسم والذي يفرز بواسطة المبيض ويكون له دور هام في تطور الخصائص الأنثوية لدي السيدات ويساعد على تحضير بطانة الرحم للحمل ويلعب دور هام في عملية الإخصاب .
ويكون له دور هام في النشاط الجنسي والإجتماعي والتفاعل النفسي كما أنه له دور في زيادة نشاط نمو العظام وصلابتها حيث إن الفول الصويا يحتوي على مركبات فلافونويد مثل الفيتوإستروجين الذي يشابه في تركيبة الكيماوي لهرمون الأستروجين فيرتبط بالمستقبلات الخاصة بالأستروجين في الجسم.
كما قد يثبط من الأنزيمات المسؤولة عن إنتاج هرمون الأستروجين مما يحدث خلل في وظيفة ومستويات الأستروجين في الجسم وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على الكمية المتناولة منه لأن التركيزات المنخفضة من الفيتوإستروجين قد يكون له تأثيرات إيجابية خاصا عند النساء في مرحلة إنقطاع الطمث لإنه يعوض النقص في هرمون الإستروجين أو قد يثبط إنتاج هرمون الإستروجين مما يحمي من بعض الأمراض المرتبطة بأرتفاع مستوى الإستروجين في الجسم مثل مرض سرطان الثدي أو المبيض أو الرحم وكذلك مرض السكتة الدماغية أو الجلطات.





