معلومات المناخ تُحذّر من “فخ الحرارة”: موجة حارة غير معتادة تهدد المحاصيل وتستمر عدة أيام

حذّر الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، من تعرض البلاد لموجة حارة غير معتادة خلال الأيام الأخيرة من فصل الخريف، تبدأ من غدٍ الخميس وتمتد لعدة أيام.

وأطلق فهيم على هذه الظاهرة اسم “فخ الحرارة”، مشيرًا إلى تأثيراتها الكبيرة المتوقعة على مختلف المحاصيل الزراعية.

ارتفاع قياسي في درجات الحرارة
تشير توقعات مركز معلومات المناخ إلى ارتفاع تدريجي ومستمر في درجات الحرارة على مدار أربعة أيام، متجاوزًا المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام، مع ظهور شبورة مائية صباحية وارتفاع في نسب الرطوبة، وهي ظروف مثالية لانتشار الآفات والأمراض.

تأثيرات زراعية متوقعة
وأوضح فهيم أن هذه الموجة تشكل تهديدًا ثلاثي الأبعاد للقطاع الزراعي:

• مشكلات الامتصاص والتغذية نتيجة زيادة معدلات البخر نتح، ما يضعف قدرة النبات على امتصاص العناصر الغذائية، إضافة إلى تأثير التغيرات الكهربائية في الشعيرات الجذرية.
• انتشار الآفات بشكل ملحوظ، خاصة حرشفيات الأجنحة مثل ديدان الأوراق وديدان الثمار.
• تفشي الأمراض الفطرية والبكتيرية مع ارتفاع الحرارة والرطوبة، ومنها البياض الدقيقي والأعفان والتبقعات واللفحات، مما يضغط على محاصيل مثل الفراولة والخرشوف والبنجر والبطاطس والبقوليات.

إجراءات زراعية عاجلة
قدّم رئيس مركز معلومات المناخ عدة توصيات سريعة للمزارعين للحد من خسائر الموجة الحارة:

• ضبط الري بزيادة تدريجية تصل إلى 20% بدءًا من الأربعاء، مع إضافة محفزات امتصاص مثل الفولفيك ونترات الماغنسيوم.
• الاستعداد لموجة الأمراض المتوقعة مثل الأنثراكنوز والبياض الدقيقي والندوة المتأخرة، والمكافحة المبكرة لآفات التربس والحلم الدودي.
• استغلال فرق الحرارة بين الليل والنهار لتحسين تحجيم وتلوين البرتقال، مع إضافة البوتاسيوم لتقليل خطورة ذبابة الفاكهة.
• تسريع تجهيز مزارع المانجو والزيتون والمتساقطات بإضافة الكبريت الزراعي والسوبر فوسفات، والتقليم متبوعًا بالتطهير بمركبات النحاس.
• مكافحة مبكرة للحشرات القشرية ودودة القصب الصغرى، وإضافة حامض الفسفوريك أسبوعيًا في مزارع الموز.
• الالتزام بزراعة المحاصيل الشتوية في موعدها.
• حماية الأفراد من نزلات البرد الناتجة عن الفارق الكبير بين درجات الحرارة نهارًا وليلاً.

وأكد فهيم أن هذه التحذيرات تأتي لضمان تقليل آثار الموجة الحارة على الإنتاج الزراعي خلال هذه الفترة الحساسة.